تكمن أهمية الإنتاج التلفزيوني، في أن التلفزيون يعتبر من الوسائل الإعلانية التي تصدرت وسائل الاتصال، ولا يزال يحظى بمكانة جيدة لسهولة استخدامه وتنوع خيارات القنوات التي تبث محتواها من أي مكان في العالم وفي أي وقت، وقد أشرنا في مقال سابق في إطار تدوين، أن الإنتاج المسرحي شكل من أشكال النشاط الفني الاقتصادي، يعتمد على حساب الكلفة والربح والخسارة وتهيئة مستلزمات العمل المادية والبشرية والإدارية والتقنية، كذلك الحال الإنتاج التلفزيوني، فكلاهما عملية تحتاج إلى دراسة جدوى والموازنة المناسبة والترويج له وتسويقه، وإذا كان في المسرح ثلاثة قطاعات للإنتاج وهي أولاً: القطاع الخاص (الفرق الأهلية) يقوم على حسابات دقيقة لدراسة جدوى تقديم العرض المسرحي بوصفه ممولاً من أعضاء الفرقة وقابلاً للربح أو الخسارة، ثانياً: القطاع العام وفيه يكون الثقافي والإنساني هما الهدف قبل الربح المادي، حيث تقوم الدولة بتمويل الإنتاج، ثالثاً: القطاع المشترك الذي يشترك فيه القطاع الحكومي مع القطاع الخاص وفيه يجتمع الهدف الثقافي والإنساني مع الربح المادي، فإن عملية الإنتاج التلفزيوني تنقسم إلى ثلاث مراحل متتالية ومترابطة وهي: مرحلة ما قبل الإنتاج وفيها يتم اختيار فكرة مبتكرة إبداعية تلبي الهدف من البرنامج أو المسلسل وتلامس الواقع، مرحلة الإنتاج والتنفيذ وفيها تنفيذ العمل ميدانياً مع تجهيز موقع التصوير والديكورات، وأخيراً مرحلة ما بعد الإنتاج وفيها فرز المقاطع المصورة وفهرستها واختيار الأفضل دون التأثير في تمام معنى الرسالة بالعمل، وبذلك يكون البرنامج أو المسلسل قد أصبح جاهزاً للبث على الشاشات والقنوات التلفزيونية، هذا فيما يتعلق بالإنتاج، أما فيما يتعلق بالمنتج التلفزيوني، وأعني القطاع الخاص الذي يملكه فرد لديه حب العمل الفني سواء كان فناناً أو رجل أعمال، فإن هذه المهنة على المستوى المحلي دخل فيها العديد من المنتجين للشاشة الصغيرة، أنتجوا برامج وأعمالاً درامية متعددة الحكايات والمستويات في الجودة والبقاء في الذاكرة، فيهم قلة قلية الذين بقوا على قيد الحياة الإنتاجية التلفزيونية، فكثير منهم انسحب من السوق وبعضهم كتب على باب مؤسسته للتقبيل لعدم التفرغ، وآخرون أعلنوا إفلاسهم، أما الباقون المستمرون بكفاح وجهود متواصلة تشير البوصلة إلى الفنان المنتج حسن عسيري، كذلك المنتج المخرج فطيس بقنة، كلاهما معروفان في الوسط الفني والجمهور، ولهما باع طويل في الإنتاج التلفزيوني والمسرحي ذات الجودة العالية سواء مع قنوات التلفزيون السعودي أو قنوات MBC، وللإنتاج التلفزيوني أيضاً اسم (مطلق زيد الفراج) منتج لا يود أن يكون مشهوراً، يعمل بصمت بعيداً عن الأضواء الإعلامية، لديه احترافية في الإنتاج المرئي والصوتي، ومميز بعلاقاته الجيدة مع القنوات الفضائية والوسط الإعلامي والفني من الفنانين الممثلين المعروفين، أنتج العديد من البرامج والأعمال التلفزيونية والإذاعية، وهو من القلائل من رجال الأعمال الذين امتهنوا الإنتاج للتلفزيون، لكنه يرفض أن يكون في الصورة.




http://www.alriyadh.com/2001150]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]