تمثل معارض الكتب واجهة حضارية مهمة للدول، فهي تساهم في نشر الفكر والمعرفة والدعوة الجادة إلى إعادة إنتاج العلم والمعرفة في شتى ضروبها.
ويجد هذا الجانب اهتماماً كبيراً من قبل هيئة الأدب والنشر واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ في وزارة الثقافة، حيث لم يكن لدينا قبل أعوام قليلة سوى معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يمثل المعرض الأهم، وهو المعرض الدولي الذي من خلاله نقدم أنفسنا للآخر في كافة بقاع الأرض، لكن التوجه اليوم تحول إلى الاهتمام بالمعارض الدولية والمحلية في آن.
حيث دشنت هيئة الأدب والنشر واﻟﺘﺮﺟﻤﺔ معرض جدة للكتاب الذي أقيم في 13 فبراير من هذا العام، والآن نشهد إقامة معرض الشرقية للكتاب الذي أقيم في الفترة من 2 إلى 11 مارس، واختتمت أعماله الأسبوع الماضي بحضور وتفاعل قوي من عشاق القراءة والاطلاع، ومرتادي هذه التظاهرات الثقافية المهمة.
اللافت للأمر أن هذه الفعاليات عندما تقام تأتي على شكل كرنفالات ثقافية شاملة، وليس مجرد معرض لعرض الكتب، بل نجد أن الفعاليات التي تقام على هامش المعرض ربما تمثل أهمية قصوى لا تقل عن أهمية المعرض ذاته، حيث الندوات والأمسيات الثقافية والفكرية والإبداعية، إلى جانب الأفلام السينمائية التي تعرض، وربما العروض المسرحية التي تعرض، وغيرها من الأنشطة المصاحبة.
فاليوم يا سادتي تنوعت وتعددت مجالات الثقافة ولم تعد تقتصر على الكتاب بشتى ضروب الفكر والمعرفة التي يحملها، ولهذا نجد أهمية مثل هذه المعارض أنها في تزايد وتصاعد مستمر، لأن روادها سوف يجدون الشمولية الثقافية التي تقدم لهم وجبات متعددة من المعارف والفنون والآداب، هذا ما يجعلهم ينجذبون لارتياد هذه المعارض، حيث تتحول زيارة هذه المعارض إلى متعة حقيقية حينما اشتملت على هذا القدر من التنوع.
تحية تقدير لوزارة الثقافة وما تقوم به من جهود ملموسة، وأننا تمكنا اليوم في المملكة من تنظيم هذا القدر الجيد من المعارض المحلية التي أتمنى أن تشمل قريباً كافة مدن المملكة.




http://www.alriyadh.com/2002390]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]