المشهد الأول: مقبلون على شهر رمضان الكريم بقلوب مؤمنة تلهج بالدعاء، بـأن يديم علينا الله سبحانه نعمة الاستقرار والأمن والرضا، سائلين المولى القدير أن يحفظ لوطننا الأمن والأمان والاستقرار والرخاء وأن يحفظ ولاة أمرنا وقيادتنا الرشيدة وشعبنا الأصيل من كل مكروه.
يشهد رمضان العديد من الظواهر السلبية التي نتوارثها جيلاً بعد جيل، منها التبذير والإسراف، وإهدار الطعام، بما يتنافى وقيم الشهر الكريم، إضافة لذلك التكاسل والنوم في أماكن العمل، وحالات العصبية المفرطة، خاصة فترة ما بعد العصر، التي تشهد فيها الشوارع ازدحاماً كثيفاً، مما يستدعى استنفاراً مرورياً، للحد من الاختناقات المرورية، فض الاشتباكات المتوقعة.. رمضان كريم.
أما المشهد الثاني الملفت في شوارع الرياض تزايد النفايات في أيام معدودات، ثم تُرفع، وما تلبث أن تعود، هذا المشهد المؤرق لا نعرف له سبباً واضحاً، فيجب أن تطلعنا الجهات المعنية عن أسباب تلك الحالات، ولا نعفي أنفسنا نحن المواطنين وقائدي السيارات من التجاوز وإلقاء المخلفات في الشوارع ليل نهار دون وازع ديني أو ضمير أو وازع نفسي أخلاقي.
المشهد الثالث وأراه من أخطر الظواهر في مجتمعنا خاصة من الشباب الصغير بعد انتهاء اليوم الدراسي، وتزيد الحالة بعد انتهاء الاختبارات، وهي ظاهرة التفحيط في الشوارع البعيدة الداخلية بعيداً عن أعين رجال المرور، فيجب أن يكون هناك من الحلول الرادعة التي تنهي هذه الظاهرة الخطيرة المقيتة التي تهدد الأرواح والممتلكات، ولعلنا نعرف جيداً ما يقوم به بعض المنفلتين قبل وأثناء المغرب وقت الإفطار في رمضان من تفحيط وسرعة مجنونة مهددة للأرواح، وسجل الحوادث على مدار العام يكشف أرقاماً مفزعة جراء تلك الأفعال الصبيانية، في ظل غياب أولياء الأمور وغفلتهم.
المشهد الرابع: غياب الصيانة عن الحدائق العامة التي تعد متنفساً، وكنا ومازلنا نكتب أنها من العناصر الداعمة لتحقيق جودة الحياة، خاصة في أشهر الربيع والصيف القادمين، وعدم الاهتمام بالأشجار ومرافق الحدائق عامة وما يحزنني أكثر تجاهل أشجار النخيل، التي تمثل إرثاً وثقافة سعودية خالصة، يجب أن تحظى بتقدير يعادل قيمتها.. وكذلك الأشجار المتواجدة في الجزر بين الشوارع، وما تسببه من إعاقة للسيارات، فتلك الأشجار طالتها يد الإهمال.
المشهد الخامس الذي أراه من أكثر المشاهد أهمية، ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل مبالغ فيه، ولا نجد تدخلاً ملحوظاً من الجهات ذات العلاقة نعلم أن الأسعار تخضع للعرض والطلب، ولكن فيما نراه يجب أن يكون هناك التدخل الفوري لوضع هامش ربحي معقول، فجميعنا يعلم أسعار السلع التي تملأ الأسواق في البورصات العالمية.. خاصة الدواجن المستوردة ومنتجاتها، واللحوم والسكر، إضافة لصناعة الدواجن المحلية التي تتلقى دعماً غير محدود، لتحقيق التوازن في الأسعار، ولكنها تجاوزت الحدود المقبولة التي تستدعي التدخل الفوري والسريع، فما يحدث من انفلات سعري فاق الحدود.
وبالطبع طالت يد الاستغلال جميع السلع من الملابس والأحذية والمطاعم، والطامة الكبرى الزيادات المجنونة في قيمة الإيجارات ولا تدخل من الوزارات المعنية، ومن يرفض تلك الزيادات يكون مصيره الشارع، كفانا شعارات من وزارات وهيئات، ربما تصدر توجيهات لا تطبق على أرض الواقع، وهنا أقصد مشكلة الإيجارات التي أصابت المجتمع، لأنها زيادات غير عادلة، وتغوّل في استخدام الحقوق، واستغلال للإنسان على أرض المملكة.
http://www.alriyadh.com/2002948]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]