في 2020 استطاع باحثون في معهد ماساتشوسيتس الأميركي الوصول إلى تقنية لاكتشاف الأغذية الفاسدة، ووسيلتهم جهاز استشعار صغير يمكنه رصد غاز (الإيثيلين) المنبعث من الأغذية الفاسدة، وبإمكانه قياس الانبعاثات إذا وصل تركيزها إلى 15 جزءاً من المليار، ما يساعد في استبعاد المواد التالفة في ثوانٍ، وبالتالي خفض الهدر الغذائي..
في الثامن من شهر إبريل الحالي الموافق 17 رمضان، ضبطت هيئة الغذاء والدواء السعودية قرابة سبعة أطنان من الألبان الفاسدة، وقد كانت هذه الكمية في طريقها إلى موردي الأطعمة لقطاعي المطاعم والمحال التجارية، وتحديدا في مدينة الرياض، والمعروف أن اللبن يمثل مشروباً أساسياً في مائدتي الإفطار والسحور عند السعوديين، وربما عند معظم العرب، والثابت أنه يباع بكميات كبيرة في رمضان مقارنة ببقية الأشهر، لأن معدلات صرف المواطنين على الأغذية في الشهر الكريم، وفق الإحصاءات المحلية، تعادل إنفاق ثلاثة أشهر عادية، والضبطية السابقة تؤكد على ذلك، فرغم وجود شركات ألبان ضخمة في المملكة إلا انها لم تستطع مواكبة الطلب المحلي المرتفع، وهو ما أعطى الفرصة لدخول مستثمرين عرب على الخط، أحدهم وضع نفسه في ورطة وضبط متلبسا بجرمه، ووفق نظام الغذاء السعودي الذي فعل في 2022، فإنه قد يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى عشرة أعوام، ومعها غرامة سقفها يتجاوز المليونين وست مئة ألف دولار، بالإضافة لإغلاق السجل التجاري والتشهير والمنع من مزاولة النشاط.
المواد الغذائية المخالفة أو المحذورة في التشريعات السعودية محددة ومعروفة، وتشمل من تعرضت لخطر ميكروبي نتيجة لتخزينها أو تحضيرها بطريقة عشوائية، وقد حدث هذا في فترة مضت، وضبطت كميات من حليب الأطفال في المملكة، بعد ثبوت احتوائها على فيروس (السلمونيلا)، أو أنها تؤدي إلى خطر فيزيائي، ومن الشواهد المحلية، ضبط ماركة حلويات عالمية، لوجود بقايا من قطع البلاستيك داخل منتجاتها، ويضاف إليهما الأخطار والملوثات الكيميائية كالمبيدات الحشرية والزرنيخ والرصاص، كذلك الأغذية غير المسجلة في هيئة الغذاء والدواء، أو غير المطابقة للمواصفات والمقاييس الوطنية، ولا يغير فيما سبق كونها سليمة أو لم تفسد.
صلاحية مجموعة من الأغذية لا تقيد بتاريخ، وبالأخص عندما تحتوي على بيئة حمضية تقتل الميكروبات، ومستويات نشاط مائي آمنة تقل عن سبعة أعشار، ومن الأمثلة، البسكويت المالح المعروف باسم (هارد تاك) والذي يوجد منه قطعة محفوظة.
في متحف بولاية فلوريدا الأميركية، يعود تاريخ تصنيعها إلى 1862، وقد كان مشهورا في القرن التاسع عشر الميلادي، وسموه (خبز البحارة) لأنه مثل الغذاء الأساسي للبحارة في رحلاتهم الطويلة، ويمكن اعتباره بمثابة الأب الأول لـ(البساكيت) الحالية.
بعض المواد الغذائية معمر، ولا يعكس تاريخ صلاحيته عمره الحقيقي، كالعسل الطبيعي والأرز الأبيض والمكرونة والخضروات المجففة والملح والسكر، علاوة على اللحوم المخزنة في درجة حرارة أقل من ناقص 18 مئوية، وأكد المختصون بأن تناول اللبن فاقد الصلاحية لا يؤدي إلى التسمم، والسمية يسببها اللبن الملوث لأنه معبأ في عبوات كرتونية وليست بلاستيكية، والمعنى أن الشركات تضع تاريخ الصلاحية كحيلة تسويقية، في أحيان كثيرة، حتى يستبدل المستهلك منتجاتها، ولا تكسد بضاعتها وتذهب ريحها، ولهذا اقترحت جامعة هارفارد الأميركية وضع نوعين من تاريخ الصلاحية على الأغذية، الأول تاريخ انتهاء فعلي للمواد التي لم تبستر أو تعالج، والثاني أو البقية تأخذ تصنيفا يفضل استخدامه قبل هذا التاريخ، والغرض منه التوضيح بأنه لم يفسد فعليا، وإنما فقد شيئا من جودته وقيمته الغذائية.
هذا بالتأكيد لا يعني عدم قابلية الأغذية للعطب والفساد، وعوامل إفسادها كثيرة، كسوء التخزين والنقل، وغياب اشتراطات السلامة والصحة العامة، والأمراض التي تحدث نتيجة لتناول الأغذية الملوثة أو الفاسدة، استنادا للتقارير الأممية، تصيب ست مئة مليون شخص حول العالم في كل عام، ويموت من هؤلاء قرابة خمس مئة ألف إنسان، و33% من المتوفين هم من الأطفال الصغار تحت سن الخمسة أعوام، ومنعت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أنواعا من كراتين البيتزا، لاحتوائها على طبقة عازلة تمنع تمزقها، ولا تجعلها تتأثر بالرطوبة، وهذه الطبقة يدخل في تكوينها مواد كيميائية مسرطنة، تنتقل من الكرتون إلى البيتزا عند تعرضها للحرارة، ويفترض أن تعمل هيئة الغذاء والدواء على توضيح إجراءاتها في التعامل معها، وتحييد احتمالية وجودها في المملكة، خصوصا وأن البيتزا تعتبر الوجبة المفضلة للأطفال، والمواد الغذائية يزيد استهلاكها بنسبة 150% في رمضان.
في 2020 استطاع باحثون في معهد ماساتشوسيتس الأميركي الوصول إلى تقنية لاكتشاف الأغذية الفاسدة، ووسيلتهم جهاز استشعار صغير يمكنه رصد غاز (الإيثيلين) المنبعث من الأغذية الفاسدة، وبإمكانه قياس الانبعاثات إذا وصل تركيزها إلى 15 جزءا من المليار، ما يساعد في استبعاد المواد التالفة في ثوانٍ، وبالتالي خفض الهدر الغذائي، مع إلزام تطبيقات توصيل الأغذية لمناديبها بالحصول عليه، وبما يسهم في تراجع نسب الأغذية المعطوبة التي تصل للزبائن، ولا تكتشف إلا عند استخدامها أو تسمم الناس بها، ويفترض أن تجرى أول اختباراته على مشروب (السوبيا) المنتشر بكثرة في رمضان، وبدون رقابة فعلية أو تاريخ صلاحية، وفي مدينتي مكة وجدة على وجه الخصوص، وعلى سيارات متجولة في مدينة الرياض مؤخراً.




http://www.alriyadh.com/2007303]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]