كتاب «أطفال كبار» (Grown Up Digital) للمؤلف دون تابسكوت هو كتاب يدرس جيل الشباب الذي ولد بعد عام 1980 والذي يُعرف باسم «الجيل الرقمي»، ويستكشف تأثير التكنولوجيا الحديثة والإنترنت والتواصل الاجتماعي على أسلوب حياتهم وثقافتهم. يستخدم المؤلف مجموعة من الدراسات والأبحاث لتحليل هذا الجيل وطريقة تفاعلهم مع التكنولوجيا، ويصف العديد من الصفات المميزة لهم، مثل علاقتهم الوثيقة بالتكنولوجيا ومعرفتهم العالية بالإنترنت والأجهزة الذكية والتواصل الاجتماعي، وتنوعهم وتعدد اهتماماتهم وإدراكهم الواسع للمجتمع والعالم.
يعيش هذا الجيل في عالم مختلف تمامًا عن الأجيال السابقة، حيث إن التكنولوجيا تلعب دورًا حاسمًا في حياتهم وتحديد نمط حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وبالتالي فإن فهم هذا الجيل ومتطلباتهم واحتياجاتهم يمثل تحديًا كبيرًا لكل المؤسسات والأفراد الذين يرغبون في التفاعل معهم بشكل فعال.
يؤثر الجيل الرقمي على الثقافة من خلال تغيير سلوكيات الاستهلاك الثقافي والإنتاج الثقافي. حيث يميل إلى إنتاج واستهلاك المحتوى الرقمي بشكل أكبر من الأجيال السابقة، مثل مقاطع الفيديو والصور والنصوص القصيرة. ويميلون أيضًا إلى تغيير العادات الثقافية السائدة وتفضيل الأنماط الجديدة والمتغيرة. يؤثر الجيل الرقمي على التعليم من خلال تغيير طرق التعلم وتحديد نمط التعلم وتوفير الوسائل التكنولوجية للتعلم. حيث يفضل التعلم من خلال الإنترنت ومقاطع الفيديو والتطبيقات التعليمية، واستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتحسين الخبرة التعليمية.
يستخدم الجيل الرقمي وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد العادات الثقافية السائدة وتحديها وتغييرها، حيث يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد الصورة النمطية للجنسين وتحديثها وتغيير الثقافة السائدة بشأنها، وكذلك تغيير الصورة النمطية للعديد من القضايا الثقافية من خلال استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة؛ حيث يستطيع الجيل الرقمي نشر المحتوى الثقافي الذي يعكس وجهات نظرهم وثقافتهم ويساعد على تغيير الصورة النمطية السائدة. ويمكنهم القيام بذلك من خلال إنشاء مدونات ومواقع إلكترونية وحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر المحتوى الذي يريدونه.
يمكن للجيل الرقمي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحديد الصورة النمطية للقضايا الثقافية وتغييرها، حيث يمكنهم فعل ذلك عن طريق إطلاق حملات توعية وإعلانات واستخدام الهاشتاقات التي تعبر عن القضية التي يريدون العمل عليها، ويمكن للجيل الرقمي المشاركة في الحوارات العامة والنقاشات التي تتعلق بالقضايا الثقافية والاجتهاد في تغيير الصورة السائدة، ويمكنهم فعل ذلك من خلال المشاركة في المنتديات الحوارية والمجتمعات الافتراضية والمناقشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويستطيع الجيل الرقمي تحدي النماذج القديمة والعادات الثقافية السائدة التي تعتمد على العادات والتقاليد القديمة.
يمكن للجيل الرقمي تغيير العديد من القضايا الثقافية والاجتماعية من خلال استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة لتحدي الصورة النمطية السائدة وتعزيز الأفكار الجديدة والمبتكرة، وتأثير الجيل الرقمي على الثقافة والتعليم يعد جزءًا من التحول الرقمي الذي يشهده العالم، والذي يتطلب من المؤسسات الحكومية والثقافية والتعليمية التأقلم مع هذا التغيير وتقديم خدماتها ومنتجاتها بشكل يتناسب مع احتياجات وتوقعات الجيل الرقمي.




http://www.alriyadh.com/2007305]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]