عاد المسلسل الفكاهي (طاش ما طاش) هذا العام في ظروف مختلفة. من خلال متابعة الحلقات والتعليقات عليها لا حظت درجة عالية من عدم الرضا من قبل المشاهدين.
أعتقد أن السبب يرجع إلى أن مستوى التوقعات كان مرتفعا، كما أن العمل كما يبدو تم تحت ضغط الوقت، اضافة إلى الظروف الاجتماعية المتغيرة التي جعلت القضايا التي كان يطرحها طاش من الماضي؛ ولا شك أن هذا المسلسل ساهم في تحقيق ذلك. تطرق طاش العائد إلى قضايا جديدة بشكل محدود مثل الحلقة الأولى، وكذلك قضية إدمان الجوال التي قدمها للمشاهد بصورة جميلة، ولكن كان أمام طاش العائد مساحة واسعة وسط ظروف إدارية واجتماعية وثقافية مختلفة لاستثمار هذه المتغيرات بنصوص كوميدية مختلفة مع تطوير مستوى الحوار والمفردات التي تتكرر في هذا المسلسل وكأنها عنصر أساسي لا ينجح المسلسل بدونه.
من الملاحظات التي أعقبت عودة طاش ملاحظة تتعلق بتكرار الشخصيات القديمة بمحتويات يبدو أنها لم تأخذ حقها المناسب للإعداد، لا يفوت فريق طاش أن الكوميديا ليس بالضرورة ربطها بمعالجة مشكلة أو قضية اجتماعية، وليس بالضرورة أن تعتمد على التهريج، كوميديا الموقف هي الأكثر تأثيرا في جذب المشاهدين في الوصول إلى الفكرة المطروحة مقارنة باستخدام مفردات ساخرة متكلفه تصيب المشاهد بالملل لأنها لا تضيف جديدا.
من العدل القول إن فريق العمل بهذا المسلسل يستحق التقدير على وجود (طاش ما طاش في حياتنا) فقد كان مسليا ومؤثرا في حياتنا الاجتماعية ومرحلة تاريخية رائعة في مسيرة الدراما السعودية، ورغم العودة التي لم ترتقِ لمستوى التوقعات إلا أنها لا تقلل من حجم نجاح هذا المسلسل ونجومية أبطاله وإبداعهم ومبادرتهم الشجاعة.
أخيراً؛ الفن لا يتقاعد ولكنه يتجدد، لكن هل المخرج أو المؤلف دائما على حق؟ وهل طاش المسلسل أم ما طاش
في نظر الجمهور؟




http://www.alriyadh.com/2007306]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]