دائماً ما سعت المملكة للمّ الشمل العربي كونه مصلحة عليا تترتب عليها الكثير من المصالح التي تؤدي إلى نتائج محمودة من أجل أمن ورخاء الدول العربية مجتمعة، هذا ليس بالأمر السهل، فكل دولة لها سياستها وأهدافها وتحالفاتها المرتبطة بها، والتوفيق بين تلك الأهداف والتحالفات وأهداف لمّ الشمل العربي أمر يحتاج إلى تكثيف العمل لتذليل العقبات وصولاً إلى الهدف الأسمى.
في الأيام القليلة الماضية شهدنا حراكاً عربياً قادته المملكة بكل تمكّن واقتدار من موقعها كدولة كبرى تسعى إلى مرحلة جديدة من إغلاق الملفات العالقة التي أضرّت بالأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة العربية والإقليم، وهذا ما حدث بالفعل، بدءاً من الاتفاق مع إيران لإعادة العلاقات ومروراً بملف العلاقات البحرينية القطرية وليس انتهاءً بعودة سورية إلى محيطها العربي الطبيعي، وهناك العديد من الملفات التي تحتاج إلى إغلاق كامل كالملف اليمني والملف اللبناني، ونعتقد أن المملكة بحراكها الدبلوماسي الإيجابي الهادف إلى توحيد الصف العربي قادرة على إعادة العلاقات العربية - العربية إلى مستوى مرتفع من التوافق والانسجام، كون ذلك الأمر يصب في مصلحة جميع الدول العربية دون استثناء، فالمنطقة العربية بما تملك من موارد طبيعية وبشرية وموقع جغرافي مؤهلة أن تصبح قوة ذات تأثير حال توحدت الكلمة واجتمع الصف،
وهذا ما تسعى إليه المملكة، فليس من المعقول أن تكون المنطقة العربية بعيدة عن تحقيق مصالحها في الوقت الذي تستطيع فيه النهوض وأخذ مكانها الطبيعي كمنطقة ذات تأثير سياسي، اقتصادي وتنموي، وذلك يكون بوضع الأهداف الكبرى كأهداف قابلة للتحقيق، وتذليل العقبات كافة التي تعترض الوصول إلى تلك الغاية النبيلة.
دور المملكة دور محوري في توحيد الصف العربي، ومواقفها مشهود لها، والآن حان الوقت لأن يضطلع الجميع بمسؤولياته التي هي مسؤوليات مشتركة وصولاً إلى الصيغ الكفيلة باجتماع الكلمة وتحقيق الأهداف التي تحقق الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.




http://www.alriyadh.com/2007735]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]