لحظات عصيبة يعيشها إخواننا السودانيون في العاصمة الخرطوم، مذيعة قناة الشرق بعد تفجر الأحداث سألت مراسلة القناة بالخرطوم سؤالاً إنسانياً مؤلماً، ما حال المواطنين الذين تفاجؤوا بهذه المعارك الدامية بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع مع بدايات الصباح الباكر وبعضهم لا يوجد لديه ما يمضي يومه من مستلزمات غذائية في هذا الشهر الكريم؟!
وضع مؤلم بالفعل في هذه الأيام المباركة، تترقب ليلة القدر وتعيش أجواء العبادة وتتسحر وبعدها بساعات تنقلب المدينة الهادئة إلى ثكنات عسكرية وإطلاق نار وضرب بالمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية، وضع مؤلم بالفعل كان الله في عون إخواننا السودانيين وفرج الله أزمتهم، ولكن رغم مرارة الحروب إلا أن الرابح الأكبر إعلامياً من وجهة نظري هي القنوات الإخبارية، التي كانت غائبة عن المشهد المباشر خلال الأيام الماضية في ظل انشغال المشاهدين بالدراما والبرامج الترفيهية وبرامج الأكل كالمعتاد في شهر رمضان المبارك.
القناة الذكية هي من تستطيع وبحياد أن تتعامل مع تغطيات الأحداث المتسارعة باحترافية، نعم الحياد لبعض القنوات الإخبارية العربية (مُحرج) أحياناً بسبب التجاذبات السياسية، ولكن القناة المحترفة تستطيع أن تجذب المشاهدين لتغطياتها إذا تعاملت إعلامياً مع الأحداث بذكاء، فمع احترامي لوكالات الأنباء العالمية وحرفيتهم، إلا أنني وبصراحة أحزن إعلامياً أن تتصدر الشريط الإخباري انفرادات لبعض الوكالات العالمية، وتكون بعض القنوات الإخبارية كالمعتاد مجرد ناقل، وغرفة الأخبار همها الرئيس متابعة بعض الوكالات وإذاعة انفراداتها، أحتاج أن أرى العكس، أن تنقل القنوات العالمية عن قناة العربية أو الإخبارية أو الشرق على سبيل المثال!!
قراءة المشهد السياسي والتنبؤ بالأحداث، والمصادر الجيدة، والمراسلون المحترفون هم من يصنعون الحدث، وليس ديكور الإستديو والتقنيات بالرسومات البيانية والإنفوغرافيك أو جمال المذيعة، وهذه حقيقة نعاني منها، فبعد مرور أكثر من 9 ساعات استغربت مذيعة لقناة معروفة تسأل مراسلها ما تفسير ما يحدث، رغم الوضوح الشديد في تسارع الأحداث!!
الأمر المهم والجديد القديم والذي تحدثنا عنه كثيراً وكثيراً ومع تسارع الأحداث بالمنطقة وتصدر المشهد السياسي السعودي للأحداث كالعادة، نسأل بألم هل وجود قناة ناطقة بالإنجليزي على الأقل معجزة إعلامية أو حلم صعب تحقيقه، أم نستمر بتكرار أن الأحداث حولنا والتطورات التنموية الكبرى التي تشهدها بلادنا يكفي نقلها عبر مؤثرين أو بعض الحسابات الإخبارية الداخلية على وسائل التواصل الاجتماعي بالاعتماد على أرقام متابعين لا نعلم أحياناً مدى صحتهم!
http://www.alriyadh.com/2008548]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]