بخطوات ثابتة ومدروسة، تواصل المملكة تقدمها النوعي في المجالات كافة، مُعلنةً عن نفسها دولة متطورةً ومزدهرةً، ليس اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً، إنما أيضاً علمياً، مدركة أن المستقبل الحقيقي للدول الراغبة في إثبات نفسها، يرتكز على التقنيات والعلوم الحديثة كافة، وفي مقدمتها علم الفضاء.
وفي وقت سابق، اهتمت المملكة بقطاع الفضاء، ما أثمر عن تأسيس هيئة الفضاء السعودية، التي جاءت تتويجاً للجهود الرسمية في مجال الفضاء، كما حرصت المملكة على صناعة الأقمار الصناعية، ونجحت خلال العقد الماضي في تصميم وتصنيع أقمار صناعية بواسطة قدرات وطنية ذات كفاءة عالية.
وتبلور اهتمام المملكة بعلوم الفضاء بشكل أكبر وأعمق، تحت مظلة رؤية 2030 التي وعدت بمملكة جديدة، يُشار إليها بالبنان، وها هي تفي بوعدها، بعزيمة قوية، وإصرار لا يلين، يثمر اليوم عن استعداد رائدي فضاء سعوديين، وهما ريانة برناوي وعلي القرني، للصعود إلى الفضاء، عبر محطة الفضاء الدولية، في حدث علمي، له تبعاته الإيجابية.
ويعكس استقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس المجلس الأعلى للفضاء، لرواد الفضاء السعوديين، حرصه الشخصي واهتمامه الاستثنائي بقطاع الفضاء، كأحد البرامج ذات الأولوية الوطنية، التي ينعكس أثره بشكل واضح على تنافسية المملكة على المستوى الدولي، ويحقق طموحات المملكة، ومستهدفات رؤية 2030، لاغتنام فرص اقتصاد الفضاء لخير البشرية والريادة في قطاعاته المبتكرة.
ويبعث استقبال ولي العهد لرواد الفضاء برسالة مباشرة، إلى من يهمه الأمر، بأن المملكة دشنت مرحلة جديدة في تاريخها المعاصر، تواصل فيه تحقيق طموحاتها في مجال استكشاف الفضاء، وتعزيز مكانتها في خارطة الدول التي تتسابق نحو الفضاء، وتستثمر في علومه المتخصصة، إضافة إلى تعزيز قدرة المملكة على إجراء أبحاثها الخاصة بشكل مستقل.
يضاف إلى ما سبق، أن الاستقبال في حد ذاته، يدعم أهداف رؤية 2030، بتمكين المرأة السعودية، وتعزيز الثقة في قدراتها وإمكاناتها الشخصية، في المجالات كافة، وصولاً إلى مجال الفضاء، من خلال صعود أول رائدة فضاء سعودية إلى الفضاء، ما يعني فتح آفاق أوسع أمام المرأة السعودية، كي تشارك أخاها الرجل في رحلة التنمية التي تشهدها المملكة حالياً.




http://www.alriyadh.com/2008776]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]