سوف أسرد لكم أشياء اختفت من عيدنا وأشياء أخرى تقلصت وذلك مقارنة بعشر سنوات مضت، لكن قبل أن أسردها لكم دعونا أولاً نحمد الله أن ارتياد المساجد لأداء صلاة العيد، وقبل ذلك صلوات التراويح والتهجد، في ازدياد كبير وواضح خاصة بين فئة الشباب بنات وبنين، وهو أمر يبشر بخير عظيم، فصلاح الأبناء والبنات من صلاح المجتمع، وتفرغهم للعبادة يعني عدم انشغالهم بغيرها مما قد يضرهم أو يضرون به غيرهم، وكلما زاد الأسوياء الصالحين في وطن كلما زاد فيه الأمن والاطمئنان وقلت الجريمة وازعاج السلطات.
أما الأشياء التي اندثرت أو تقلصت فأسردها لكم تذكيراً فقط، وإلا فإنكم لا بد تعرفون أغلبها أو كلها، ولكل منا رأيه الشخصي حول اختفائها أو تغيرها، وهل هو إيجابي أم خلاف ذلك، وإن كنت شخصياً أراه إيجابياً. بعد أن طبقت الجهات المعنية ما طالبنا به كثيراً وهو تضييق الخناق على مستوردي الألعاب النارية وتجار الجملة وليس فقط من يبيعها بالتجزئة من النساء والأطفال في (البسطات) قلّ استخدامها كثيراً، وقلّت حوادث الإصابات والحروق، وفي الوقت ذاته تولت جهات الاحتفاء بالعيد إطلاق ألعاب نارية عامة مأمونة وفقرات احتفاء شعبية منظمة.
الأجواء الربيعية وهطول الأمطار هذا العام جعل الناس أكثر نشاطاً وتوجهاً للقرى بدلاً من السهر ليلاً والنوم نهاراً، وحقيقة لا بد من ذكرها أن كثيراً من المدن والقرى استقبلت العيد كما يجب باحتفالات شعبية وفقرات ترفيهية، وهنا أشيد بما عايشته في مدينة جلاجل بمنطقة سدير من احتفالات وطنية رائعة شارك فيها الصغار والكبار والنساء والرجال (بتحفظ واتزان وعقلانية)، وبذلت خلالها البلدية جهوداً كبيرة بمشاركة الشرطة والدوريات وكافة الجهات الأمنية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمتطوعين من شباب وفتيات جلاجل.
كان القارئ يدفع ريالين لكل صحيفة ورقية يشتريها، وكانت كل صحيفة ورقية تصدر بأكثر من ثلاثين صفحة أغلبها إعلانات تهنئة بالعيد خلاف الملاحق، وكان ذلك هدراً للمال والورق أما اليوم فقد أصبحت مواقع الصحف نفسها إلكترونية تأتي بالمفيد بضغطة زر.
كانت شركات الاتصالات تجني أرباحاً طائلة من رسائل التهنئة التي تحدد الكل والمشترك تصل فاتورته لحدها الأعلى يوم العيد من تكاليف الرسائل النصية، وتنشغل شبكات الاتصال وتعلق بعضها أو تبطؤ أو تتوقف من شدة الضغط على الشبكة، أما اليوم فإن رسائل (الواتساب) المجانية جعلت المرسل يتفنن بها صوراً وفيديو ويحدد الكل ويرسل، (وإن كنت اعتبر تحديد الكل يفقد التهنئة تقديرها للمرسل له فقد لا يكون مقصوداً أو تصله من خصم).
يبدو لي (دون إجراء دراسة استقصائية مؤكدة) أن الناس أصبحوا أكثر توفيراً وعقلانية في حفلات العيد الجماعية، فقلّ كثيراً الهدر والمبالغة في ذبح الذبائح وشراء الحلويات والكعكات، وبدلاً من ذلك إعداد وجبات وطبخات شعبية بكميات معقولة، فقلّ الهدر والهياط، ولعل لأزمة كورونا دور في الاقتناع بأن العيد يمكن أن يحتفى به دون مبالغات وهياط تصديقاً للمثل الشعبي (يجوز العيد بلا حنا).
http://www.alriyadh.com/2009343]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]