صادف يوم الثلاثاء الموافق 25 أبريل 2023 مرور ستة أعوام على انطلاقة رؤية المملكة الطموحة 2030، التي بدأت رحلتها المباركة نحو مستقبل أفضل للمملكة العربية السعودية وطناً وشعباً في 25 أبريل من عام 2016، حينما أعلن عن إطلاقها المؤسس لها سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية -حفظه الله- بذلك التاريخ المجيد.
وبمجرد انطلاقتها والمملكة العربية السعودية تشهد منذ ذلك الحين وحتى تاريخه، حراكاً اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً، بما في ذلك رياضياً وفنياً نوعياً غير مسبوق، موظفة ومستغلة في ذلك قدراتها البشرية الوطنية الفذة وإمكاناتها المالية الوفيرة، بما في ذلك موقعها الجغرافي المتميز الذي يربط بين ثلاث قارات مهمة (آسيا - أفريقيا - أوروبا) بالدفع بمسيرة التحول الوطني قدماً إلى الأمام، إيماناً من عراب الرؤية سمو الأمير محمد بن سلمان والحكومة والشعب السعودي، بأن المملكة تستحق أن تتبوأ أفضل المراتب والدرجات العالمية بمختلف مجالات ومناحي الحياة.
خلال السنوات الست الماضية والمملكة تنطلق بوتيرة متسارعة للغاية نحو العالمية، بتحقيقها لإنجازات حضارية مبهرة، لتواصل رؤية المملكة 2030 العمل في مسيرة أكبر تحوّل وطني تشهده البلاد في تاريخها منذ توحيدها على يد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- في عام 1932، معتمدة في ذلك على المواطنين في بناء مستقبل بلادهم، ليحقق اقتصاد المملكة نموًّا متسارعًا ومستدامًا، حيث اعتمدت الرؤية أحد عشر برنامجًا تنفيذيًا لتحقيق أهدافها، وتطبيقها مع الوزارات والجهات الحكومية بمشاركة القطاع الخاص، محققة بذلك إنجازات كبيرة في محاور الرؤية الثلاثة، والتي هي: مجتمع حيوي يوفّر للجميع حياة كريمة وسعيدة، واقتصاد مزدهر يوفر بيئة تطلق إمكانات الأعمال وتوسّع القاعدة الاقتصادية وتوفر فرص عمل لجميع السعوديين، وأخيراً وطن طموح يهدف إلى التحول إلى حكومة عالية الأداء تتسم بالفعالية والشفافية والمساءلة.
فعلى جانب السعادة، فقد ارتفع متوسط العمر المتوقع في المملكة من 74.8 إلى 75.3 عاماً بين عامي 2016 و2020، وواصلت المملكة تقدمها على مستوى العالم في مؤشر السعادة لعام 2022، وذلك وفقًا للتقرير الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة الذي يقيس سنويًا مؤشرات السعادة لنحو 156 دولة حول العالم، معززة مكانتها على مستوى العالم، إذ حققت المرتبة 25 على الرغم من تداعيات جائحة فيروس كورونا عالميا.
وعلى صعيد الأداء الاقتصادي، فقد حقق الاقتصاد السعودي خلال عام 2022 نموًا في الناتج المحلي الإجمالي بلغ 8.7 %، والذي يُعد الأعلى بين معدلات النمو بين دول مجموعة العشرين خلال هذا العام رغم الظروف والتحديات الاقتصادية المُعقدة التي تعيشها دول العالم، متجاوزًا بذلك توقعات المنظمات الدولية التي بلغت في أقصى تقديراتها 8.3 %.
وعلى جانب تمكين المرأة، فقد حققت المملكة 80 نقطة من أصل 100 في مجموع مؤشرات تقرير البنك الدولي "المرأة وأنشطة الأعمال والقانون" لعام 2022، بزيادة 10 نقاط عن عام 2020.
وفي مجال الإسكان، فقد ارتفعت نسبة تملك المواطنين للمساكن من 47 % إلى 60 % بين عامي 2016 و2020.
وبالنسبة للبطالة، فقد تمكنت المملكة من تحقيق معدلات منخفضة للبطالة غير مسبوقة بتاريخ المملكة، حيث قد انخفض معدل البطالة بين السعوديين (15 سنة فأكثر) من 12.8 % إلى 8 % بين عامي 2017 و2022، وتجاوز عدد المواطنين العاملين بالقطاع الخاص 2.2 مليون موظف بنهاية عام 2022، والذي يُعد أيضاً رقما تاريخيا لم يتحقق من قبل.
وهناك العديد والعديد من الإنجازات الحضارية التي تحققت بالمملكة خلال فترة وجيزة من الزمن بمجالات عدة قد يصعب حصر جميعها في هذا المقال، والتي شملت الصحة والتعليم والصناعة والاتصالات وتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني ومكافحة الفساد والطاقة النظيفة والمتجددة، بما في ذلك الفضاء والقضاء وغيرها من المجالات التي حققت للمملكة مراتب ودرجات عليا عربياً واقليمياً بل وحتى دولياً.
ولعلي أختم هذا المقال بطرح تساؤل للرأي، أما آن الآوان بتخصيص يوم للرؤية يتوافق ويتزامن مع يوم انطلاقتها المباركة، لنحتفل فيه بالمملكة وطناً وشعباً ونستذكر خلاله الإنجازات الحضارية العملاقة التي تحققت، ونسلط الضوء عليه إعلامياً محلياً وإقليمياً ودولياً، والأهم من ذلك وذاك أن نقف احتراماً وتقديراً لمهندسها وعرابها وصانعها سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
أرجو أن تتفقوا معي بتخصيص ذلك اليوم واعتماده رسمياً على مستوى الدولة.
http://www.alriyadh.com/2009393]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]