23 أبريل هو يوم الكتاب وحقوق المؤلف، بالنسبة لعاشقة كتب مثلي، لا يوجد أبهج من احتفال كهذا، على الرغم من أنني لم ألمح احتفالا في أجوائنا بهذا اليوم، أو ربما ضاعت الأنشطة التي أقيمت وسط النشاطات الكثيرة التي تحفل بها أيامنا وأماكننا، لكنني أعتقد أن الاحتفال به لم يكن قويا، نظرا لأنه جاء وسط الاحتفال بعيد الفطر المبارك،
الكتاب بالنسبة لي أكثر من عشق، قد يصل إلى مرتبة الهوس، وكل محبي الكتب هم مهووسين مثلي، قراءتها وتخزينها والبحث عنها والمباهاة بها، كل قارئ هو عاشق بالضرورة، تجده يكرس لها الوقت والجهد والمال، لا يفكر في تكلفتها بقدر ما يفكر في كيف يحصل عليها،
أتذكر كيف كنت أحرص على زيارة المكتبات، انتقاء الكتب التي أريد، والوقوع في غرام كتب لم أبحث عنها لكنها شدتني بعنوانها، أو موضوعها، أو تصميم غلافها، أتذكر كيف الذهاب إلى القاهرة أو بيروت تعني القلق من وزن الحقيبة أثناء العودة، والقلق الأكبر الوقوف عند الجمارك، نسأل الله السلامة، وتتهلل وجوهنا بالفرح ونكاد نبارك لأنفسنا بأن الغنيمة التي عدنا بها ستصل كاملة إلى مكتبة البيت، وكيف تنقلب العودة إلى البيت حزنًا وكربا إذا قرر الموظف المسؤول استبقاء الكتب وتحويلها إلى الجهات المختصة كي تفسح عنها أو لا تفسح،
هذا الماضي، أصبح ماضيًا لله الحمد والمنة، ونحن مع تجارب الأيام وتوحدنا مع رؤية الدولة، أصبحنا نعرف الغث من السمين، لم تعد الرقابة تخشى علينا من التأثر بكتب موتورة، ولم نعد نتلهف لقراءة كتب لا تغني ولا تسمن من جوع، كانت الرقابة تخشى على الشباب من كل شيء، حتى من لوحات فنية موجودة في كتاب عن الفن، كل ذلك تغير، ما أجمل الحاضر، لكن الماضي، عرفنا كم هو العشق مليء بالمخاطر والتحديات، جعلنا نشعر بقيمة ما نقرأ، وجعلنا أكثر قدرة على التمحيص والتفكير والاختيار، كنت دائما أعود بكتب الفن والأدب، أما كتب السياسة فما كانت تعنيني أو تغريني، لم أكن مستعدة للخضوع لنظرات الشك والمحاسبة، لكن في سبيل الأدب لم يكن لدي مانع بأن أعرضها بفخر، حتى لو لم ترق لمن يعبث بها ويفتح صفحاتها بحثًا عن جمل يرى فيها إسفافا أو خروجا عن الذوق العام،
أردت الحديث عن حقوق المؤلف، لكن الذكريات جرفتني، كل عام والكتاب وأنتم أيها العاشقون بخير.
http://www.alriyadh.com/2009504]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]