مثير للدهشة الاستماع لبعض الحوارات حين يتم الخلط بين الآراء والمعلومات، الأكثر إثارة للدهشة هي أن يطرح أحد المشاركين في الحوار رأيا قاطعا لا يقبل النقاش فيقول مثلا: إن الفائز في الانتخابات القادمة هو فلان وأراهن على ذلك.
يتبع ذلك سؤال، على أي أساس تبني هذا التوقع؟ وتستمر الدهشة: أنا لا أتوقع، أنا متأكد، علي الطلاق إن لم يحدث ذلك! يتبع ذلك سؤال: هل هذا رأي أم توقع أم قرار؟!
ذلك مثال على بعض الحوارات غير المفيدة إلا من باب التسلية.
لا شك أن الحوارات الثقافية والسياسية والاجتماعية والطبية وغيرها تجمع بين المتعة والفائدة إذا توفرت فيها العوامل الأساسية المؤثرة في تحقيق رضا المتلقي.
ما تلك العوامل؟ سوف نجيب بسؤال آخر، لماذا تفشل بعض الحوارات مما يجعل المتلقي يبحث عن موضوع آخر؟
عندما يعتقد أحد المشاركين أنه هو الوحيد الذي يمتلك المعرفة أو الرأي الصائب وأن ما يقول لا يقبل النقاش.
عندما يمارس أحد المشاركين أسلوب المقاطعة.
عندما يطرح أحد المشاركين رأيه وكأنه قرار.
عندما يفشل مدير الحوار في توزيع الوقت بشكل عادل.
عندما ينحاز مدير الحوار للشخص وليس للرأي.
عندما يتحدث الجميع في وقت واحد.
عندما لا تسود لغة الاحترام بين المتحاورين.
عندما يشارك أشخاص لا علاقة لهم بالموضوع.
عندما يكون الهدف هو الانتصار على الرأي الآخر وليس الوصول إلى الحقيقة.
عندما يضيع الوقت في نقاط هامشية.
عندما يصر أحد المشاركين على فرض رأيه.
عندما تكون وسيلة الاقناع هي رفع الصوت.
عندما لا تكون أهداف الحوار ومحاوره واضحة للجميع.
عندما يسود التعصب للرأي.
عندما تسيطر المجاملة على حساب الحقيقة.
ومن أغرب ما يدور في بعض الحوارات أن يقرر أحد المشاركين إنكار حقائق موثقة ويشطبها بكلمة قاطعة حاسمة وكأنها قرار للتنفيذ دون مناقشة وبالتالي فهذا النوع من الطرح لا يصنف كرأي وهو بالتأكيد ليس بقرار، هو عبث لا يؤهل صاحبه للمشاركة في حوار موضوعي. حتى القرارات تأتي في الغالب بعد نقاشات وتستند إلى معطيات ومعلومات وحقائق وليس إلى العواطف والميول والأهواء.
http://www.alriyadh.com/2010346]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]