يقول المفكر اللبناني الراحل شكيب ارسنال: "يفكّر القائد الوطني بالأجيال القادمة أمّا السياسي فيفكر بالانتخابات القادمة".. هنا تكمن الرسالة بوضوح تام.. فحينما يعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الحرب على المخدرات فهو إذا بصدد المحافظة على كل مكتسبات هذا الوطن وأهمها الأجيال القادمة، ووجوب حمايتها وتأسيسها بإتقان والمحافظة عليها من كل سوء.
ومع التوطئة أعلاه وقبل الخوض بماهية التوجه السعودي الراقي.. لعلنا نستعرض تقريرا للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة الذي أشار إلى: "أن حجم تجارة المخدرات في العالم قد بلغ حوالي ست مئة مليار دولار سنويا.. وهي بذلك تفوق حجم تجارة النفط، ولا يسبقها في الحجم غير صناعة السلاح! ويقول تقرير التنمية البشرية (1994) إن ما ينفقه المستهلكون على المخدرات يفوق قيمة الناتج المحلي الإجمالي لأكثر من ثمانين بلدًا ناميًا"؟!
ومع التقرير فما يحدث هو امتداد لرؤية القائد الوطني الذي يريد رقيا وعلوا للبلاد.. تأسيس قوي متين بدأه بالحرب على الفساد عبر عاصفة ماحقة اقتلعته من جذوره وأسست لعدالة مالية تنعم بها البلاد والعباد.. والآن حان وقت الحرب على المخدرات، كيف لا وهو الذي جعل من مكافحة المخدرات مشروعا وطنيا كبيرا متكاملا، هو أشبه بالعاصفة المدوية التي ستعين بإذن الله القضاء على هذا الداء.
المملكة العربية السعودية ممثلة بقادتها ولنأخذ بخصوصية الرؤية العظيمة "السعودية 2030" عملت خلال السنين الماضية بشمولية أكبر لجعل المجتمع أكثر قدرة على قراءة التحديات وتفسيرها ووضع الحلول لها، وذلك انطلق من إدراك أن المخدرات وباء أصبح أكثر انتشارا، ليس لدينا فقط، بل في كل أرجاء العالم مهددا كل المجتمعات، وللتصدي له فلا بد من عمل مشترك لكل أطياف المجتمع.
حماية الأجيال هو المشروع الكبير الذي يتبناه ولي العهد ويرعاه، لينطلق من خلال جهات سعودية كثيرة ولا يستثني شيئا لأجل اقتلاع هذا الوباء الفتاك، في كل مدينة وقرية وجامعة ومدرسة ومنزل وساحة وملعب، لا سيما وأن أساسا لمشروع بني على ضرورة تكثيف الجهود وتنسيقها للقضاء على هذه الآفة، وكله لأجل ترسيخ الأمن المجتمعي وسلامته الصحية والنفسية من العابثين.. والجميل في الأمر أنه من قوة هذا المشروع أنه لن يستثني جهة أو منشأة وحتى طريقا.. فالآثار الوخيمة للمخدرات وتفشيها بشكل سريع في الأوساط الشبابية، جدير بأن يواجهها استراتيجية كبرى لمنعها وهو ما يعبر عنه التوجه السعودي الكبير، لذا فنحن جميعا جزء من الاستراتيجية ونضع أيدينا بأيديهم لنكون مع الحملة الرائدة.
وبعد أن أدركنا أن لم يعد هناك خلاف حول آثارها الضارة، والإيمان بالبحوث العلمية التي تقول إنها تدمير للصحة وتخريب لنفوس المتعاطين والمدمنين.. وإنها أحد الأسباب الرئيسة لتزايد العنف والجريمة في العالم.. وأيضا وبعد الفرح بما يتم تجاه المخدرات.. ومع التوجه العظيم.. السؤال الأهم الأن يدور حول كيف يمكن القضاء على المخدرات تماما في هذه البلاد الطاهرة؟.. نقول: هل يكفي التوجه الحكومي القوي لمحاربة هذه الآفة وما يقدمه المجتمع من تفاعل للمساعدة مادية ونفسية للمتضررين؟
الإجابة تكمن في التعاون التام كمشروع وطني لكل من يتنفس على هذه الأرض يتردد صداه بإيجابية في كل مكان، بأن يكون كل فرد مواطن ومقيم صوتا لدحر الآفة بالتبليغ عن كل من له فعل مشين فيها وحتى من تشك بتوجهه نحوها ترويج وتعاطي حيث أن على الجميع مسؤولية التحرك للمساعدة في ترسيخ قوة الحملة.. بأن تبلّغ ولا تخشى.. لأن الدولة تحميك بعد الله.. لأجل أن تحمي بلدك وأهلك.
ختام القول بأننا نعيش ألق التفكير بالمستقبل المشرق لأن القائد الحقيقي ممثلا بملكنا الوالد القائد سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله- يفكران بالأجيال القادمة بما يضمن سلامتهم عقليا وبدنيا.. لذا علينا أن نكون جميعا مساهمين بكل جهدنا لأجل أن نوقف معا هذا الهدر لطاقات الشباب بمساعدتهم بالعودة إلى طريق العمل الجاد والمثمر لصالح بلادهم ومستقبلها المشرق بإذن الله.




http://www.alriyadh.com/2012985]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]