بينما العالم مشغول في تطوير الحاضر، كانت ولا تزال الحكومة السعودية مشغولة بالمستقبل، بدأ انشغالها بالمستقبل يظهر بشكل واضح منذ إعلان رؤية السعودية 2030 والتي تعمل تدريجياً على تشكيل مستقبل سعودي باهر داخلياً وتعزيز النفوذ السعودي دولياً.
تختلف معالم القوة الناعمة السعودية عن العديد من دول العالم، فأغلب دول العالم يشكل البعد التاريخي والحضاري والثقافي معالم قوتها الناعمة وتحقق لهم نفوذاً كبيراً على مستوى تحقيق المستهدفات السياحية والاقتصادية عموماً، أما لدينا فبفضل الله معالم قوتنا الناعمة تستند على الماضي والمستقبل معاً، ففي الماضي تستند على البعد التاريخي والحضاري والديني، أما في بعد المستقبل فتتمثل في أشبه ما يكون بالمدن الحديثة التي يتم استحداثها بالكامل وبشكل متزامن ضمن مشروعات عملاقة، مثل: نيوم والتي يجري تطويرها على مساحة تزيد على 26 كلم، ومشروع البحر الأحمر على مساحة 28 كلم، وغيرها من المدن والمشروعات التي ستساهم في تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز المصالح الاستراتيجية السعودية وتطوير مستقبل الإنسانية ورفع جودة الحياة، وهو ما يتطلب حملات علاقات عامة دولية.
تلعب حملات العلاقات العامة الدولية دوراً في تعزيز القوة الناعمة للدول، وتدفع بعض الدول مبالغ طائلة في حملات العلاقات العامة وتحسين السمعة، بعضها يتم بشكل استراتيجي مدروس، ويعيب البعض الآخر من الحملات أنها هشة لا تستند على منجز في الأرض، والحقيقة أن أكبر محقق للنفوذ وأكبر حملة علاقات عامة وتحسين سمعة يمكن تنفيذها هي المنجز على الأرض وهو ما يميز السعودية اليوم فلديها من الإنجازات ما يمكن أن يساهم في تعزيز سمعة إيجابية وطنية عالمياً، ومنها على سبيل المثال المنجزات التي تتحقق في الأرض وفي الفضاء، وتكفي الإشارة إلى مستوى الكوادر البشرية السعودية وإنجازات الطلاب السعوديين في معرض آيسف 2023، ووصول رائدي الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية، ما يساهم في تشكيل معالم القوة الناعمة السعودية من خلال التطور البشري السعودي، والذي يعد أحد موارد القوة الناعمة، ويساهم في تعزيز سمعة المملكة عالمياً.
تقاس سمعة الدولة ضمن معايير متنوعة أهمها: القوة الاقتصادية، الاستقرار السياسي، التنمية البشرية، التأثير الثقافي، التقدم التقني، الحفاظ على البيئة، السياسات الخارجية للدول، وفي تقديري أن جميع المقومات متوفرة لتعزيز سمعة المملكة دولياً بما يحقق المستهدفات على تنوعها.
الخلاصة؛ التجربة السعودية مثيرة من حيث المنجزات على الأرض على مستوى حجم وتنوع المشروعات وتتطلب منصات مختلفة لا يكون وسائل الإعلام الدولي المسيسة جوهرها لا سيما وأنها تفقد التأثير تدريجياً، وإنما منصات رقمية متنوعة تصل برسالتنا للعالم وتساهم في زيادة النفوذ السعودي عالمياً وتحقيق المستهدفات الاستراتيجية.




http://www.alriyadh.com/2016648]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]