في الجزء الأول من هذا المقال من الأسبوع الماضي تطرقنا إلى الورقة البحثية التي قدمها وألقاها الدكتور سامي الجمعان، الأستاذ المشارك في الدراما والسرديات بجامعة الملك فيصل بالإحساء، بعنوان (مسرحنا وأزمة الأثر المجتمعي) في الملتقى الأول لنادي الكتاب والمؤلفين بمركز الملك سلمان الاجتماع، حيث تساءل الجمعان، لماذا لم يتحقق لمسرحنا السعودي الحضور المجتمعي المؤثر؟ وللإجابة خاطب السائل الحضور قائلاً: «أضع أمامكم خمسة أسباب أدت الى حالة الانسحاب المسرحي من الحياة الاجتماعية السعودية، أولاً: التحول عن مرحلة قوة حضور المسرح اجتماعياً التي عشناها في السبعينات والثمانينات، حيث كانت القضية الاجتماعية هي فرس الرهان في المسرح السعودي، فارتبط المسرح بقضايا فوارة في مجتمعنا وكان مواكباً لكل حدث، مع وجود المسرحية الاجتماعية التي جذبت الناس وصنعت جمهوراً مسرحياً تفاعل مع الصناعة المسرحية في معظم مناطق المملكة خاصة الرياض والأحساء وجدة والدمام والقصيم، الثاني: مع حلول التسعينات الميلادية حدث تحول كبير، جاء تشكل بعد بداية المشاركات المسرحية الخارجية للمسرح السعودي، الثالث: انعكس هذا على تضاءل حضور المسرح الاجتماعي وتصاعد حضور المسرح النخبوي بقضاياه ذات البعد العربي والعالمي والسوداوي، الرابع: بدأت تتسع الفجوة بين المسرح السعودي ومجتمعه، بحيث صار مسرح نخبة لا مسرح مجتمع، استمرت هذه المرحلة عقدين من الزمن وما تزال والذي زاد من قوة أثرها تضاءل دعم المسرح وتضاءل فعالياته، مما وسع الفجوة بين المسرح السعودي ومجتمعه، الخامس: حاولت أمانة الرياض سد هذه الفجوة بمشروع المسرحيات الجماهيرية في كل صيف، ولكن لم تترك هذه المبادرة أثرها العميق أو المرجو، بسبب وحسب قراءتي الخاصة أنها لم تستهدف الحراك المسرحي بقدر استهداف شغل فراغ الشباب السعودي خلال الإجازات، وبالتالي بمجرد أن توقفت المبادرة توقف الأثر».
ويختتم الجمعان ورقته بتوصية أشار فيها إلى أن المسرح بلا تفاعل مجتمعي كمن يغني في الصحراء، والمسرح بلا أثر مجتمعي لا يتحقق له الحضور ولا تتحقق له الاستدامة، وعلينا عاجلاً أن نتنبه لهذا فهو الأثر الباقي الذي سيحيى به المسرح ويدوم. بعد هذه الورقة البحثية عن مسرحنا وأزمة الأثر المجتمعي، تلقى الدكتور سامي الجمعان تحية من الجمهور الحضور المهتم بالشأن المسرحي، وبلا شك هذه الورقة أنقذت الملتقى من السقوط لسوء التنظيم، فالفعالية تجربة أولى لنادي الكتاب والمؤلفين من جهة التنظيم، وفي ظني أن القائمين على النادي سيستفيدون من هذه التجربة الأولية لتلافي سلبياتها في الملتقى الثاني إذا ما أرادوا ذلك، للحقيقة فإن القائمين على الملتقى حاولوا تقديم ما يفيد المسرح والمسرحيين، لكن لم يوفقوا بالصورة المطلوبة، وكان إلغاء الندوة الثالثة القشة التي قصمت ظهر الملتقى.




http://www.alriyadh.com/2016913]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]