العنصرية مرفوضة في كل زمان ومكان، فكيف تتسلل إلى عالم الرياضة وهو عالم جميل وميدان للتقارب بين الشعوب من خلال منافسات ترفيهية تسودها الروح الرياضية، وتعكس ثقافة المجتمعات، نبذ العنصرية والتعصب في المجتمع يتحول إلى ممارسات إنسانية على أرض الواقع ويجد الدعم من جميع فئات المجتمع ومن كافة مؤسسات المجتمع وخاصة المؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية التي يجب أن تقوم بدور وقائي تربوي في هذا المجال.
ويبدو أن حدة المنافسات الرياضية وخاصة في عالم كرة القدم يؤثر على مستوى الحماس لدى بعض المشجعين فتصدر منهم ألفاظ وممارسات عنصرية ربما تعكس عدم الرضا عن أداء الفرق التي يشجعونها أو هي انعكاس لما يحدث في المجتمع والمؤسف أن تأتي العنصرية أحيانا نتيجة منافسات سياسية.
تشويه أهداف وجمال كرة القدم بالعنصرية سلوك يجب أن يتوقف، لكنه لم يتوقف حتى الآن، آخر أخبار هذه الظاهرة السيئة الممارسات العنصرية ضد اللاعب البرازيلي فينيوس جونيور خلال مباراة في الدوري الإسباني، وقد قوبلت تلك الممارسات بقرارات صارمة.
الأسئلة التي تطرح عادة بعد الممارسات العنصرية، كيف يمكن جعل الرياضة وخاصة كرة القدم وسيلة لمحاربة العنصرية والتعصب إذا كانت بعض وسائل الإعلام تتعامل مع المباريات وكأنها معارك عسكرية؟ ما البرامج التعليمية والتربوية في المجتمع التي تحارب العنصرية؟ هل الألفاظ العنصرية أثناء المباريات سلاح المتفرج المتعصب لوقف مهارات اللاعب المنافس؟ كيف نعزز جانب المتعة سواء صدرت من لاعب فريقي أو من لاعب منافس؟ هل الإثارة الإعلامية تتعدى أحيانا حدود المنطق فتكون أحد أسباب الشحن النفسي للاعبين والجمهور؟ هل العقوبات ضد العنصرية في الملاعب كافية لوقفها أم هي قضية مجتمعية ثقافية تربوية تتطلب معالجة استراتيجية؟.
الرياضة متعة لمن يمارسها ولمن يتفرج عليها، هذه المتعة قد تتحول إلى مأساة بسبب ارتفاع مستوى التعصب والانفعالات إلى درجة تجعل الجمهور لا يتسامح مع خطأ غير مقصود من أحد لاعبي الفريق الذي ينتمون إليه، إضافة إلى المصادمات بين المشجعين خارج الملعب.
التحدي الذي يواجه الفيفا هو تعزيز المتعة والروح الرياضية بطرق مبتكرة وأنظمة جديدة قوية.




http://www.alriyadh.com/2016918]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]