إذا كان الذكاء الاصطناعي سوف يستولي على 50 % من الوظائف، أو بحسبة أخرى 300 مليون وظيفة -كما يقول المختصون- سيقدمها له الإنسان (الذكي) على طبق من ذهب، فهل الإنسان ذكي أم غبي؟ وبصياغة أخرى هل هذا التحول ذكاء أم غباء؟
تلك إحدى سلبيات أو مخاطر الذكاء الاصطناعي حسب رأي المختصين في هذا المجال، ويضيفون إليها ما يسمونه الخطر الوجودي مثل سرقة الهوية، وخطر إنتاج الفيروسات، وأن يتفوق على الإنسان الذي اخترعه!
الإنسان الذكي أوجد الذكاء الاصطناعي لكي يستخدم في المجالات الإنسانية مثل الصحة والبيئة والتعليم، أي استثمار هذه التقنية لخدمة الإنسان وجودة الحياة. وبمعنى آخر، التقنية ليست هي المشكلة، المشكلة هي في كيفية استخدامها بدليل أن عراب الذكاء الاصطناعي استقال من عمله في هذا المجال لأن هذه التقنية حسب رأيه تمثل خطرا على الإنسانية والمجتمع في حال إساءة استخدامها.
الباحثون في هذا المجال يقارنون بين فوائد الذكاء الاصطناعي وأضراره. ومن أخطر الأضرار استخدام هذه التقنية في أعمال إرهابية من خلال تحويل الهجمات الإرهابية إلى وسائل إلكترونية ذكية بلا وجود للبشر، المقارنة بين فوائد وأضرار هذه التقنية تجعل شخصا غير متخصص -مثل كاتب هذه السطور- يطرح سؤالا قد يعتبره أصحاب الاختصاص سطحيا وهو: هل الذكاء الاصطناعي ترف تقني أم ضرورة؟
الإجابة عن هذا السؤال هي الفيصل في هذا الموضوع، الذكاء الاصطناعي هو في حقيقة الأمر ذكاء بشري منحه الله للإنسان كنعمة من نعم الله التي لا تحصى، والتقنية ضرورة وليست ترفا، لكن الإنسان يتمادى أحيانا ويتعدى حدود المنفعة إلى ميدان وتجارب فيها مضرة ومخاطر، وهذا سوء استخدام لتقنية فيها الكثير من الفوائد إذا أحسن استخدامها، فإذا خرج الإنسان من طريق الفوائد إلى طريق سوء الاستخدام حين يحول التقنية إلى لعبة فهذا تصرف لا يليق بذكاء الإنسان. قلت لا يليق بذكاء الإنسان ولم أقل أنه تصرف غبي! الذكاء الاصطناعي مرحلة من مراحل التطور العلمي ومنتجاته وهي كثيرة وإيجابية ومفيدة للإنسان. الأدوية على سبيل المثال مفيدة للإنسان لكنها مضرة إذا أسيء استخدامها وهذا مبدأ ينطبق على كل شيء بما في ذلك وسيلة النقل أو وسيلة الاتصال أو الأطعمة والمشروبات.. إلخ.
الإنسان أذكى؛ لكنه أحيانا مشاغب، وأحيانا يلعب بالنار، وأحيانا يصاب بالغرور.




http://www.alriyadh.com/2018733]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]