ليس غريباً أن نشاهد موجة متناغمة من الهجوم الإعلامي على موسم الحجّ فهو موسم التهجّم الخامس علينا في كلّ عام والذي يتنادى له القطعان من مرضى نفوس ومعهم شذّاذ آفاق ممن يتلقّون الدولارات الرخيصة لخدمة من يستخدمهم. وإذا كان الحجّ موسمهم في موجتهم الخامسة، فستجدهم أيضاً بذات اللغة الوضيعة مع 1) احتفالات ذكرى اليوم الوطني 2) ومع ذكرى التأسيس 3) وعند إطلاق أيّ مشروع وطني جديد ضمن مبادرات رؤية 2030، 4) ومع سنويّة الاحتفال ببيعة الشعب ومؤسّسة الحكم.
قد ينسى كثيرون أنّ المملكة العربيّة السعوديّة كمشروع وحدوي مستقل جمع العروبة والإسلام في دولة مترامية الأطراف تمكّن فيه المؤسس - يرحمه الله - مع رجاله من استثمار الظرف التاريخي للحربين الغربيتين الأولى والثانية لبناء مشروع هذا الوطن الكبير. في تلك الحقبة وما بعدها كان للاستعمار وذيوله مشاريعهم في العالم العربي (وما زالوا) وهو ما تجلّى في تقسيم الشام واستمرار احتلال شمال أفريقيا وفرض حالة الوصاية والانتداب على دول عربيّة كثيرة. ومع تمركز الدولة السعوديّة في الداخل والخارج لم يعد أمام الخصوم ووكلائهم الصغار سوى "الردح" في موجات إعلاميّة وسياسيّة أصبح السعوديون خبراء في التعامل معها وهم يواصلون إنجازاتهم على أكثر من صعيد.
ومع هذه الحملات تتوالى الإنجازات السعوديّة ففي مجال الاقتصاد وعلى الرغم من آثار جائحة كورونا تقدّمت السعوديّة إلى المركز الـ17 بين أكبر اقتصادات العالم خلال عام 2022. ومع الإصلاحات التشريعيّة ومرونة أداء الأعمال قفزت المملكة 7 مراكز في مؤشّر التنافسيّة العالمي لعام 2023 لتصعد إلى المركز الـ17 عالمياً. كما احتلت المملكة المرتبة الأولى عالمياً في مقاييس أبرزها: كفاءة الماليّة العامة، تمويل التطور التقني، دعم شراكات القطاع العام والخاص للتطور التقني. وفي ذات السياق تقدّمت السوق الماليّة السعوديّة 7 مراكز لتحتلّ المرتبة الثالثة في مؤشّرات التنافسيّة بين دول مجموعة العشرين لعام 2023.
وفي قطاع السياحة حققت السعوديّة المركز الثاني عالمياً في نسبة نمو عدد السياح الدوليين للربع الأول من عام 2023م. وفي الأمن السيبراني (قضيّة العصر) حقّقت المملكة المرتبة الثانية عالمياً في مؤشّر الأمن السيبراني بعد أن سجّلت المرتبة (الثالثة) عالمياً، من بين (198) دولة، و(الأولى) إقليمياً في مؤشّر نضج الحكومة الرقميّة لعام 2022م بحسب البنك الدولي. وفي حقل الابتكار وبعد أقل من عام من إعلان المملكة للتطلُّعات والأولويّات الوطنيّة للبحث والتطوير والابتكار؛ قفزت المملكة 15 مرتبة في مؤشّر الابتكار العالمي للعام 2022. وفي مؤشّر التعليم التقني والتدريب المهني احتلت المملكة المرتبة الأولى في نسبة الطلبة الملتحقين بالتعليم ما بعد الثانوي غير الجامعي في برامج مهنيّة وتقنيّة. وفي قطاع التعليم والمعرفة، تحتلّ الجامعات السعوديّة مراتب متقدمة، وصعدت المملكة 10 مراتب في مؤشّر التعليم والتدريب، و5 مراتب في مؤشّر الإطار التنظيمي، وكذلك 4 مراتب في مؤشّر وفرة الموهبة، و6 مراتب في مؤشّر التركيز العلمي. وهكذا في مجال الثقافة والرياضة والترفيه أصبحت الرياض رقماً دوليّاً يزاحم الأرقام.
قال ومضى:
وطني الأشم هاتوا مثله.. إذا جمعتنا يا خصوم المجامع.




http://www.alriyadh.com/2019584]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]