مَن موَّل هذه الصفقة ومَن موَّل تلك؟! سؤال بدأ منذ حضور اللاعب العالمي كريستيانو رونالدو للدوري السعودي بصفقة خيالية كان الجميع مدركًا لاستحالة أن تكون بتمويلٍ عضو ذهبي أو رعاة لم يشاهدهم أحد، رغم الوعود الرسمية في مؤتمر التوقيع مع اللاعب بالإعلان عنهم لاحقًا، وعلى الرغم من تغريدة وزير الرياضة التي رحب فيها باللاعب واعدًا بصفقات عالمية أخرى لبقية الأندية في تلميحٍ إلى أنَّ الصفقة جاءت بدعم حكومي في سياق مشروع تم وضع خطوطه العريضة لاستقطاب عدد من النجوم العالميين للدوري السعودي، وعلى الرغم من ظهور الوزير مرة أخرى فضائيًا لتأكيد ما لمَّح له بالتغريدة؛ إلا أنَّ ذلك لم يكن كافيًا لردع إعلام غير رسمي يتصدر المشهد ويقود الجماهير «الغلبانة» والمغلوب على أمرها، ويحركه (قروب واتساب) واصل تزييف الحقيقة ونسب الفضل لغير أهله، واستمر في (التصليع) بالكذبة حتى صدقها كثيرٌ من المسيرين والمغيبين!.
هذه الضبابية استمرت مع الصفقات الجديدة التي افتتح بها ميركاتو الصيف السعودي الساخن بصفقات نوعية وتاريخية مثل صفقة كريم بنزيما وكانتي وروبن نيفيز وكوليبالي وميندي وبروزوفيتش وآخرون قادمون، واستغلت ذلك شريحة لا تزال تعيش وتعيِّشُ الجماهير شعارات (ما لأحد منَّة) و (بفلوسنا يا عبيد ماش معروفي)، وسط غياب الصوت الإعلامي الرسمي الذي يضع حدًا لهذا الغموض، ويقطع الطريق على أصوات النشاز التي تستغل هذه الضبابية للتحريض والتأجيج، أو لادعاء المظلومية، أو اعتقادًا منها أنَّ الجزء الأكبر من كعكة وزارة الرياضة وأموال صندوق الاستثمار ستذهب للطرف الأعلى صوتًا وأكثر ضجيجًا!.
المرحلة الجديدة التي تعيشها أنديتنا والكيانات الجديدة التي تتشكل اليوم تتطلب إعلامًا رسميًا جديدًا ومرنًا وديناميكيًا يواكب هذه النقلة التاريخية، ويوضح الصورة للشارع الرياضي، ويجيب على تساؤلات الجماهير القلقة على أوضاع أنديتها، ويقطع دابر الأكاذيب والمظلوميات التي تحقن الجماهير ضد هذا المشروع الحكومي التاريخي أو ضد بعضها البعض، والشفافية الإعلامية هي العلاج الأمثل لكل هذه الفوضى التي نشاهدها اليوم في مواقع التواصل، بل باتت تنافسها بعض الصحف الرسمية التي صارت تسنِّد على مصادرها المجهولة لتؤكد أنَّ هذه الصفقة تمت بتمويل من النادي وليس من الوزارة، أو لتؤكد العكس!.
هناك صفقات ستمولها وزارة الرياضة، وصفقات أخرى ستتكفل بها الأندية، وبينهما أسئلة كثيرة وتساؤلات لا يمكن أن يجيب عليها، وضبابية لا يمكن أن يتكفل بإزالتها سوى إعلام رسمي جديدٍ ويقظ؛ حتى لا تُترك قيادة المشهد وعقول الناس لإعلامٍ متعصب لم يستطع ولن يستطيع استيعاب المرحلة الحالية ولا التعايش معها فضلًا عن دعمها!.
هل هناك ما يمنع الإفصاح رسميًا عن مصادر تمويل الصفقات من قبل الأندية التي مولت صفقاتها وزارة الرياضة أو صندوق الاستثمارات ضمن برنامج الاستقطاب؟! ولماذا لا تقدم هذه الأندية في إعلانها الرسمي عن هذه الصفقات شكرها لمن موَّل الصفقة بدءًا من صفقة رونالدو وانتهاءً بآخر صفقة تموُّلها وزارة الرياضة في هذا الميركاتو الصيفي التاريخي!.
لا بد من الشفافية لوقف الأكاذيب والشائعات، وردع المحرضين، وقطع الطريق على غوغاء الإعلام ومواقع التواصل، ولن يكون ذلك إلا بالمعلومة الرسمية الحاضرة والحاصرة لكل الحقائق والإجابات على كل الأسئلة والاستفسارات!.




http://www.alriyadh.com/2020527]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]