توجد مبادئ مشتركة بين التربية والإدارة منها مبدأ الثقة، ثقة الأب بابنه، المعلم بالتلميذ، المدير بالموظف، هذه الثقة هي أحد الحوافز التي تعزز الثقة الذاتية والرغبة في تحقيق النجاح. من هذه المبادئ أيضاً مبدأ الحوار التربوي الموضوعي، هذا الحوار يتجنب انتقاد الشخص ويركز على السلوك والأداء، لا تصف الشخص بالغباء ولكن ناقش السلوك أو النتائج بموضوعية، ومنها الابتعاد عن أسلوب الأوامر، والوصول إلى الفكرة المستهدفة يعتمد على مشاركة طرفي الحوار.
قد يقول المدير إن التربية ليست مسؤوليتي، هذه مسؤولية الأسرة، وينطلق من العبارة المعروفة (أنا مالي إلا ولد يقرأ).
الواقع أن المبادئ التربوية مهمة جداً في بيئة العمل وذات تأثير على سلوك الإنسان في أي مرحلة من مراحل العمر.
التعامل الإنساني في بيئة العمل لا يعني التنازل عن المعايير المهنية، لا يعني التساهل في تطبيق الأنظمة، لا يعني ضعفاً إدارياً، التعامل الإنساني هو القوة والطاقة الإيجابية والثقافة المحفزة على التفاعل وتقديم المبادرات والإبداع.
نعم، الإدارة تخطيط وتنظيم وإجراءات وأهداف وتقييم ونتائج وحوكمة إلى غير ذلك من العمليات، كل ذلك لا يلغي أن الإنسان وسط تلك العمليات هو الغاية والوسيلة ولن يتحقق أي شيء بدون الاهتمام بالإنسان، بفكره ومشاعره وقدراته وطموحاته، لأنه هو الطريق لتحقيق الأهداف المشتركة بين الفرد والمنظمة مهما بلغ مستوى تطور التقنية.
التعامل مع الخطأ انطلاقاً من مبدأ أن من يتجنب الخطأ هو من لا يعمل، الخطأ تجربة في حياة الإنسان تضيف إلى خبراته وتصقل شخصيته، أما الأخطاء المتعمدة فهي قضية مختلفة، هي في هذه الحالة لا تصنف في خانة الأخطاء.
من المبادئ التربوية قوية التأثير في زرع القيم الأخلاقية مبدأ القدوة، هذا مبدأ أقوى تأثيراً داخل الأسرة من تأثير النصائح المباشرة، وفي بيئة العمل حين تظهر قيم الإخلاص والمسؤولية والانضباط والعدالة في سلوك رئيس الجهاز أو مدير الإدارة أو رئيس القسم فهذا في الغالب السلوك الذي سيظهر في سلوك زملاء العمل مثلما سيظهر في سلوك أفراد الأسرة امتثالاً لسلوك الوالدين.
http://www.alriyadh.com/2028275]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]