في عالم كرة القدم وعن كرة القدم في العالم لا حديث اليوم سوى عن الدوري السعودي والنقلة العظيمة التي أغرت 22 قناة عالمية لشراء حقوق نقله وبث منافساته في 30 دولة حول العالم، وهنا لا نتحدث عن تطور بسيط أو تطوير ملحوظ؛ بل نتحدث عن ثورة في عالم كرة القدم قامت بها السعودية بقيادة عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان الذي وضع ضمن أهدافه القريبة الوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل 10 دوريات على مستوى العالم، وإن قال أبو سلمان فعل.
أمام هذه القفزة التي أذهلت العالم لا يجب أن نستغرب من وجود هجمات شرسة ومحرضة، ومن ردود أفعال صدرت ولا تزال تصدر كل يوم من بعض وجوه كرة القدم العالمية من الحاقدين والحاسدين أو العنصريين الذين يعتقدون بنظرتهم الاستعلائية القبيحة أننا أقل من أن ننافسهم في شيء، أو نزاحمهم على شيء، من أمثال رئيس اليويفا الكسندر تشيفرين، والبريطاني جيمي كاراغر ومواطنيه الجاريين جاري لينكر، وجاري نيفل، ومن بعض الجيران العرب الذين امتلأت قلوبهم بالمرض والحسد والغيرة تجاه المملكة العربية السعودية وما تعيشه من نهضة وتطور على جميع الصعد!
في المقابل كان هناك منصفون دافعوا عن حق السعودية في تطوير منتجها الكروي، من أمثال المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو مدرب تشلسي الذي قال قبل مواجهة ليفربول الأحد الماضي إنَّ دخول السعودية في سوق الانتقالات بهذه الطريقة له تأثير إيجابي على كرة القدم، ومن حق الجميع أن يسعى للتطور. البعض يحاول أن يخلق دراما حول هذا الأمر؛ لكن هذه كرة القدم، وعلينا الاستمتاع». فيما هاجم ريو فيرديناند نجم مانشستر يونايتد السابق عنصرية بعض الأوروبيين تجاه السعودية، وقال: «انظروا للفارق في التعامل مع انتقال ميسي وقبله بيكهام وروني ولامبارد وجيرارد للدوري الأميركي، وانتقال رونالدو وبنزيما ومحرز ونيمار للدوري السعودي، هناك أشادوا بانتقالهم وهنا يهاجمون، هل أميركا دولة مثالية؟!».
الكبير والواثق كارلو أنشيلوتي أيضًا أشاد بالطفرة السعودية ودافع عن حق السعودية المكتسب في تحسين دوريها، وقال: «السعوديون قرروا صرف أموال طائلة لتحسين دوريهم، هذا من حقهم، لديهم شغف بكرة القدم، ويريدون أن يكون دوريهم في مستوى الدوريات الأوروبية؛ ويمكنهم أن يفعلوا ذلك».
هكذا يتحدث الكبار الواثقون الذين يعشقون كرة القدم ويؤمنون بأن كرة القدم هي لغة عالمية يحق للجميع أن يتحدث بها، وأن يستمتع بها، وأن يمتع بها، وليست حكرًا لعرقٍ دون آخر، وليست حقًا حصريًا للأوروبيين الذين استطاعوا أن يصلوا بدورياتهم لما وصلت إليه بالمال الذي استقطبوا به أساطير أميركا الجنوبية وأفريقيا، ولم يقل أحد لهم حينها: «إنكم تفسدون كرة القدم»!.
نعم، يمكننا أن نفعل ذلك يا أنشيلوتي كما فعل الأوروبيون في عقود وعهود سابقة، حين تبادلوا الأدوار ولعبة الكراسي في عملية الجذب والجلب والاستقطاب والتسابق نحو اختطاف أعين وعقول وقلوب عشاق كرة القدم في العالم، ويمكننا بالإرادة وحسن الإدارة بالثقة والطموح أن نصنع أكثر مما يأمل المحبون، وأكثر مما يتوقع الكارهون الذين يجب أن يعلموا أن ما فعلته السعودية في الأشهر الماضية هو مجرد البداية، وأن القادم سيحمل الكثير من الأمل لنا، ومن الألم لهم!.
http://www.alriyadh.com/2028289]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]