تؤمن المملكة بأن الشورى مبدأ إسلامي، يستمد مشروعيته من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كما أنه قاعدة عميقة الجذور، واسعة النطاق في نفوس أفراد الشعب، وفي كيان المجتمع المسلم، ومن هنا لم يتردد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - عند دخوله مكة المكرمة عام 1924م في إنشاء المجلس الأهلي للشورى الذي مرّ بمراحل عدة، حتى وصل إلى شكله الحالي اليوم.
وخلال نحو قرن من الزمان كان المجلس حاضراً وبقوة خلف العديد من القرارات المصيرية، التي اتخذتها مؤسسات الدولة، جاءت كثمرة لتبادل الآراء ووجهات النظر بين أعضاء المجلس، من أصحاب الرأي والخبرة والدراسة، وصولاً إلى أفضل الآراء وتحقيق أحسن النتائج.
وإذا كانت جهود مجلس الشورى واضحة في العديد من القطاعات، إلا أن جهوده في الشأن الصحي دون سواه كانت نموذجية ونوعية، وظهر ذلك في نجاح المجلس في تهيئة الأجواء لاتخاذ حزمة في القرارات الصحية المهمة، التي شهدتها جلساته في السنوات الثلاث الماضية، وعكست حرص الحكومة على تأمين خدمات صحية مُثلى للمواطن والمقيم، تضاهي الخدمات المقدمة في دول العالم الأول.
وأدرك أعضاء المجلس حاجة المواطن والمقيم إلى خدمات صحية نموذجية، فسارعوا في دراسة الأفكار والاقتراحات، وخرجوا بحزمة قرارات، لعل أبرزها سَعْودة الوظائف الصحية، ودراسة توفير الأدوية الأساسية للمريض في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وزيادة توفير المستلزمات الطبية اللازمة والكوادر الصحية المتخصصة لأقسام الأورام، وتطوير البرامج الأكاديمية للتمريض في العنايات الحرجة، إضافة إلى رفع كفاءة الممارسين الصحيين، وتحسين مستوى الأداء، وتطوير عيادات مكافحة التدخين، وتوطين صناعة اللقاحات في المملكة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي فيها، وتطبيق الرعاية الطبية العاجلة على الطرق السريعة، مع مراعاة الاحتياجات الأساسية والضرورية للحفاظ على سلامة المرضى، والعمل على خفض معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة والمعدية من خلال تبني نظام صحي فعال.
ولم ينس مجلس الشورى أن يطالب وزارة الصحة بالإسراع في تحديد مؤشرات أداء خاصة بالأمراض المزمنة، وتوفير القوى العاملة بالقطاعات الداخلية والخارجية، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لتبني المبادرات وإقرار الحوافز، لرفع نسبة الممارسين الصحيين السعوديين في القطاع الخاص.
اليوم.. يعيش مجلس الشورى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعماً كبيراً لمسيرته، ويتمثل ذلك بالخطاب الملكي السنوي الذي يواكب افتتاح أعماله في كل دورة شوريّة.




http://www.alriyadh.com/2028327]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]