يعد اهتمام المجتمعات بكبار السن في مختلف دول العالم علامة فارقة تدل على رقي المجتمع وعدالته وإنسانيته، وهذا ما تقوم به المملكة استناداً إلى القيم الإسلامية الحميدة التي تدعو إلى توقير واحترام المسنين وأصالة العادات والتقاليد السعودية، والتي تمثل أحد أركان الجيل الذي شهد تطور ونمو بلادنا الغالية، لذا يحظى كبار السن كباقي فئات المجتمع بالعناية والاهتمام والرعاية؛ حيث تُقدم رعاية خاصة لهم من خلال مجموعة من الخدمات الصحية والاجتماعية والنفسية، يشمل ذلك توفير الرعاية الصحية الملائمة، والدعم المادي، والإسكان، والتسهيلات الاجتماعية والمبادرات المجتمعية.
وتعتبر وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية هي الجهة المسؤولة عنهم وتقدم لهم عدداً من الخدمات والمشاريع والتسهيلات والمبادرات المخصصة لهم، لتضمن تحسين جودة حياتهم بمراعاة احتياجاتهم المتنوعة، ويتشارك معها عدد من الجهات الحكومية.
تعتبر المملكة من أقل دول العالم في تخلي الأبناء عن كبار السن حيث يستقر كبير السن في منزل العائلة الممتدة مع الأبناء والأحفاد، وينعم بوجوده حول أفراد الأسرة، وتعتبر نسبة منخفضة جداً التي تشكل تخلي الأبناء عن كبير السن في العائلة، وفي الحالات الخاصة جداً وفرت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية طلب الإيواء والرعاية للمواطن ذكراً أو أنثى بلغ الستين فأكثر وعجز عن القيام بشؤونه الخاصة ولا يتوفر لأسرته وأقاربه الإمكانات لذلك، إضافة إلى رعاية المرضى والمسنين الذين لا عائل لهم ويحالون من المستشفيات بشرط خلوهم من الأمراض المعدية والعقلية. وتقدم من خلال هذه الدور الرعاية الإيوائية الحكومية التي تتضمن الرعاية الاجتماعية والطبية والنفسية والاجتماعية.
سنت في المملكة حقوق كبار السن من خلال عدد من الأنظمة والتشريعات الخاصة بهم، وذلك من أجل قانونية حقوقهم التي كفلت لهم من الدولة في تنظيم عادل كفئة من فئات المجتمع المختلفة، حيث تؤكد القوانين على مسؤولية الأقارب عن هؤلاء المسنين إضافة إلى منع الإضرار بهم وعقوبات من يقوم بذلك، ولا يعني وصولهم إلى هذا العمر عدم الفائدة منهم بل على العكس حيث لهم دور كبير في تنمية وخدمة المجتمع وقدرتهم على العطاء عن طريق العمل التطوعي، والاستفادة من خبراتهم وطاقاتهم المهنية والعلمية ونقل الخبرات والمعرفة للأجيال الأخرى من خلال خبرتهم التي اكتسبوها في الحياة، ويعتبرون سنداً ودعماً لدور الشباب الحالي في دفع البلاد نحو التقدم والوصول إلى النجاح.
يتضح مما سبق وأكثر من ذلك بكثير عمق الدور الحكومي الذي تقوم به الجهات المسؤولة وفق توجيهات القيادة الرشيدة - أيدها الله - ويبقى التأكيد على المسؤولية المجتمعية التي يجب أن يلتزم بها الجميع وهي حقوق هذه الفئة الغالية علينا جميعاً فئة المسنين، ومساندتهم ورفع مستوى الوعي بحقوقهم والاهتمام بهم وعدم الإضرار أو إهمالهم أو حتى السخرية منهم، والتأكيد على التوقير والاحترام الذي ينبع من قيم ديننا الحنيف وأصالة مجتمعنا العربي السعودي.




http://www.alriyadh.com/2028427]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]