قبل سنوات اعتاد الزميل الدكتور عبدالعزيز الجارالله إرسال رسالة SMS للتهنئة باليوم الوطني، كانت في تلك الفترة هذه التهنئة غير مألوفة وغير معتاد عليها، وكان اليوم الوطني تمر ذاكرته بصورة سريعة، لا تتعدى بعض البرامج المكررة والتي تُبث بالصباح على التلفزيون والموظفين والطلاب مشغولون بأعمالهم ومدارسهم، مع بعض التقارير الصحفية المقتضبة، الزميل عبدالعزيز وهو الخبير بالآثار بحكم تخصصه، يعي المكانة الكبيرة للمملكة العربية السعودية وارتكازها على أرث تاريخي وحضاري مهم، يضاهي الدول التي سبقتنا، فالتهنئة بتوحيد الوطن، ليست مجرد تهنئة تقليدية مثل تهاني الدول الأخرى، نحن أمام أهم (وحدة) تاريخية لشعوب بثقافات متنوعة سجلها التاريخ الحديث.
لذلك عندما احتفل وشاركنا الكثير من النجوم العالميين في كرة القدم الموجودين بيننا باليوم الوطني وارتداء الزي السعودي الرسمي الغريب عليهم، كان الأمر بدافع المشاركة والمحبة، فليس الأمر إلزاميا بالعقود الاحترافية التي وقعوها مع الأندية التي يلعبون بها، وكذلك الحال مع الكثير والكثير من إخواننا المقيمين بيننا والذين شاهدناهم عن قرب مع عوائلهم يحتفلون بيومنا الوطني العظيم، مع متابعتنا لأغلبية دول العالم التي شاهدنا الكثير من أبنائهم يشاركوننا وأنا هنا أقصد المشاركة الشعبية البعيدة عن العلاقات الدولية الرسمية.
بداية فخامة الاحتفالية باليوم الوطني الـ 93 كانت المقابلة التاريخية لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- على قناة فوكس، توقيت المقابلة العالمية إعلاميا كان توقيتا مهما وذكيا، كون الرسالة للعالم السعودية الجديدة لا تعتمد على احتفالات شعبية ورسمية تقليدية، كانت المقابلة رسالة إعلامية تناولت التأكيد على التوجه المتجدد للسعودية، رسالة شفافة وواضحة وبحقائق وأرقام ودون أي فرصة لقراءة إعلامية مختلفة حول رسالتها الأساسية، الأمر من أهميته جعل من القائمين على البرنامج يلغون فقرة معتادة ورئيسة بالبرنامج تتناول بالبداية من باب التشويق للمشاهدين الأخبار الخاصة عن بلدهم أميركا وبلدان العالم الأخرى، كون الضيف سيكون بحديثه المهم الأكثر تشويقا وأهمية، بالإمكان أن يجامل الإعلام الأميركي ولكن ليس بالصورة الحقيقية التي شاهدنا تعامله مع الأمير محمد بن سلمان والسعودية التي يقود نجاحها.
اليوم الوطني السعودي ليس مجرد حدث تاريخي عادي، هو استثنائي وعالمي، وتاريخيا هو حدث فريد، لأنه يجسد واقع دولة تعيش المستقبل بكل تفاصيله قبل بدايته.




http://www.alriyadh.com/2034493]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]