1.4 مليار إنسان يتجاوزون عمر الستين من أعمارهم بحلول عام 2030م، ويصل العدد إلى 2.1 مليار من الكبار بحلول عام 2050م، فيما يبلغ عددهم في المملكة العربية السعودية 1.37 مليون نسمة، بنسبة 3.82٪، حسب منظمة الصحة العالمية.
إننا في تلك الأيام العطرة من أيام الوطن الخالدة، نحتفي بكبارنا، أجدادنا وجدّاتنا، آبائنا وأمهاتنا، إخواننا وأخواتنا، جيراننا، وقيمنا الباقية التي تدفع في مقدرات الوطن حكمة وأصالة، وتشهد على أيام المملكة الخالدة، وبطولاتها وتضحياتها، عطائها وفدائها، هم كبارنا وأكابرنا، هم أصحاب الفضل –بعد الله– في وجودنا، هم المعلمون الأوائل، هم القدوة والظهر والسند، هم الأعمدة الراسية الراسخة التي بُنيت على تيجانها حضارتنا وعزتنا، هم الكبار قيمة وحكمة وحناناً وعطفاً.
إذا كان العالم يحتفي باليوم العالمي للمسنين، أو كبار السن؛ بهدف منع الإساءة لهم، وتوفير الرعاية الصحية التي يستحقونها، إلا أننا في هذا الوطن الخالد بقيمه نتخذ من قُبلة أيديهم وجباههم، وأكتافهم شرفاً وعزاً وكرامة، وتلك رسالتنا إلى العالم، أننا نفخر بكبارنا، يكفي أنهم في زمان غير زمانهم؛ لذا وجب الرفق والعرفان بعطائهم، كما نصت كل الشرائع السماوية على وجوب إكرامهم وصون حقوقهم، وتقدير حكمتهم، وإجلال أعمارهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيارُكم أطولكم أعمارًا، وأحسنكم أعمالًا) وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الخير مع أكابرِكم) وفي رواية: (البركة مع أكابركم)، وعن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما مِن مُعمَّر يُعمَّر في الإسلام أربعين سنة إلا دفع الله عنه أنواع البلاء: الجنون، والجذام، والبرص، فإذا بلغ الخمسين هوَّن الله عليه الحساب، فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إلى الله بما يحب الله، فإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين كُتبت حسناتُه ومُحيت سيئاته، فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكان أسيرَ الله في أرضه، وشفع في أهل بيته)، تلك الكرامة الإسلامية لكبارنا، فلا أعظم من أن يكون للمرء كبير ومرجع.
من أجمل ما طالبت به المنظمات العالمية الحكومات كلها، أن يكون عقد التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة (2020-2030)، والمجتمع المدني، والوكالات الدولية، والمهنيين، والدوائر الأكاديمية، ووسائل الإعلام، والقطاع الخاص، من أجل تحسين حياة المسنين وأسرهم والمجتمعات المحلية التي يعيشون فيها.
إننا أمام فرصة طيبة لنعبر عن حبنا وتقديرنا لجيل الأجداد والرواد والآباء والمعلمين، وكبارنا جميعهم في تلك المناسبة بما يستحقون من توقير واحترام وعرفان بما قدموه لنا، فأعظم الفضل العرفان بفضل الآخرين، حبذا لو كانوا منّا ونحن منهم.
مازلنا ننشد الأفضل في تقديم الخدمات الراقية لهم، والعمل على رعايتهم صحياً واجتماعياً، والاستفادة من خبراتهم وحكمتهم، ولا تكون النهاية بالتقاعد؛ ليصبح الإقصاء سمة العصر.
كبارنا قدوتنا ما حيينا.




http://www.alriyadh.com/2035301]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]