في المجتمع وعلى مستوى الأسرة وبيئة العمل وبين الأصدقاء يكون الحوار قبل القرار وسيلة فيها الكثير من الإيجابيات إذا توفرت لها الظروف المناسبة.
في الأسرة يعتمد أفرادها على الوالدين في اتخاذ القرارات حتى مرحلة معينة عندما يكبر الأطفال وحينها يتضح هل تم تدريبهم على المشاركة وإبداء الرأي وطرح الأسئلة والقيام ببعض المسؤوليات أم كان الكبار هم من يقومون بكل شيء وهم من يتخذون القرارات في كل شؤون الأسرة بما فيها الأمور العادية مثل القيام برحلة أو تناول وجبة في مطعم!
التعلم بالممارسة هو أقوى وسيلة للتعلم واكتساب الخبرات. في البيت والمدرسة وفي بيئة العمل، لا يكفي التنظير وتوجيه النصائح والنقد، لا بد من فرص للممارسة مفتاحها الثقة بالأطفال، الثقة بالطلاب، الثقة بالموظفين ليس للمشاركة في الحوار فقط وإنما ثقة تشمل التكليف بالمهام والمسؤوليات. الأبوة لا تعني القيام بكل شيء وتحويل الأبناء إلى متلقين ومتفرجين ومتكلين. حتى إذا كانت الأسرة قادرة على توفير عمالة منزلية فلا يعني هذا تكليف السائق مثلاً بالقيام بمهام يفترض أن يقوم بها الأبناء. فرصة الحوار داخل الأسرة هي إحدى المهام التي تمثل فرصة للتعلم. ستكون مهارة الحوار المكتسبة داخل الأسرة هي المهارة التي سيمارسها في المدرسة والجامعة وبيئة العمل وفي المجتمع بشكل عام. الأبوة ليست أوامر ونقداً وتوجيهات لأن القيام بهذا الدور بشكل مستمر ينفر الأبناء من الجلوس مع الوالدين، من مسؤوليات الوالدين توفير فرص للتعلم وليس توفير الاحتياجات المادية فقط.
المجتمع يكشف أهمية الثقة في بناء الشخصية وأن الاعتماد على الآخرين في كل شيء يرسخ سلوك الاتكالية والكسل وانتظار الأوامر، عدم مشاركة الأبناء داخل الأسرة في الحوار لن يكسبهم القدرة على تقديم المبادرات وطرح الأفكار وحل المشكلات حين ينتقلون إلى بيئة العمل لأنهم تعودوا على انتظار الحلول والقرارات من الوالدين.
في الأسرة يبدأ البناء بخطوة بالغة الأهمية وهي الثقة وفرص المشاركة ليس في الحوار فقط، مشاركة الأبناء في المهام لا تعني تخلي الأب عن مسؤولياته بل تعني أنه معلم ومربٍّ يملك مهارة التأثير الإيجابي ويقوم بمسؤولياته بوسائل مؤثرة وجميلة في مقدمتها وسيلة المشاركة.




http://www.alriyadh.com/2035432]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]