شاهدت مؤخراً الفيلم القصير "القصة الرائعة لهنري شوقر" الذي يعرض على نتفليكس الآن للمخرج العبقري ويس أندرسون، حين تشاهد فيلماً لأندرسون، تعرف على الفور أنه المخرج حتى لو لم تر اسمه في التتر.
له هذا الطابع المميز الذي يتفرد به، عالمه الخاص الذي لا يخضع لزمان أو مكان معينين، الأزياء التي ترتديها شخوصه، الديكور الذي يصنع به الحلم الذي يجعلك تعيشه وأنت تشاهد أفلامه، كل ذلك ما يصنع فرادته وتميزه.
يحيطك بنوع من المؤثرات البصرية التي تجعلك خاضعاً لما يريد أن يوصله لك، يسحرك بحيث تتابع الحكاية وأنت مبهور بالطريقة، وهكذا تصبح مغموراً بالحالة النفسية التي يخلق أفلامه من أجلها.
ولد في تكساس، تخرج من الجامعة في تخصص الفلسفة، صنع فيلماً قصيراً العام 1994 لفت انتباه أحد المنتجين، ومن هنا بدأت القصة.
أفلامه تحمل البهجة، وتحكي الحكايات بشكل بسيط وفاتن، كأنه يحكيها لطفل صغير، وأنت حين تشاهد أفلامه، تشعر أنك عدت لطفولتك، حين كنت تنبهر بالأفلام بدون أن تعي لماذا، لكن لا يعني ذلك أنها أفلام بسيطة، فهي على قدر بساطتها في غاية التعقيد والتركيب، الذي يمكنه من خلالها أن يوجّهك لما يريدك أن تراه وتشعر به في كل لقطة يصنعها.
أسلوبه عبارة عن خليط من الكتب التي قرأها، الأفلام التي شاهدها -وهو بالمناسبة يحب رومان بولانسكي، ستيفن سبيلبيرغ، نولان، وجان لوك جودارد- تجاربه في الحياة وذكريات طفولته.
وضوح الرؤية وقوة الكتابة جعلت ألمع الممثلين يشاركونه أعماله، بيل موراي، أدريان برودي، رالف فاينس، تيلدا سوينتون، إدوارد نورتون، جود لو، بنديكت كامبرباتش، بن كينجسلي وآخرون كثيرون.
بينما يرى البعض أن أفلامه تحمل الحنين لزمن الثمانينات، زمن طفولة أندرسون، أشعر أنا أنها تحمل نفس الستينات بأزيائه وديكوراته، في كل الأحوال، زمن أفلامه هو زمن ساحر، بهيج حتى لو كانت القصة فيها شيء من الدراما، لكنه يحكيها بشكل يجعلك تشعر بالسعادة والقوة والتفاؤل. هناك دائما أبطال كثيرون، يلتقون ويفكرون ويعملون معا، هناك دائماً حس المشاركة والبطولة، هناك دائماً الإيمان بالحب والجمال.
وهو كاتب بالإضافة إلى كونه مخرج، كتب الكثير من أفلامه، كما اقتبس بعضها من الكتب، مثل فيلمه الأخير الذي اقتبسه من كاتب الأطفال الشهير رواد دال.
أفلامه كلها رائعة، هذه بعضها: فندق جراند بودابست، الوفد الفرنسي، مملكة مونرايز، دارجيلنج المحدودة.
هذا مخرج أحبه، أفلامه ممتعة، ذات طابع كوميدي مرح، يكتبها من منظور طفل في الثانية عشر من عمره. مخرج يضيف للسينما التي أعشق أفلاماً يمكن مشاهدتها مرات عديدة والشعور بذات المتعة كل مرة.




http://www.alriyadh.com/2036254]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]