اطلعت على إعلان في أحد المواقع لبيع جهاز لكشف الكذب، كان المبلغ زهيداً ومغرياً في سبيل الوصول إلى الحقيقة، وربما مع التطور والتسارع التقني ندخل حقبة جديدة لتكون هذه التقنية جزءاً من الحياة اليومية.
التوسع في استخدام هذه الأجهزة لتكون في أيدي العامة يمثل تهديداً لمن تمكنت منه خصلة الكذب فلا يتنفس إلا كذباً، وكذلك رحمة للناس للفكاك من شرور الكذابين وزيفهم وخداعهم.
تاريخياً، ظهر جهاز كشف الكذب الأكثر استخداماً وشهرة «البوليغراف» عام 1921 على يد شرطي أميركي يدعى جون لارسون، والذي درس علم النفس أيضاً، بغرض الكشف عن حقيقة ما يقوله المتهمون في بعض الجرائم. ويعتمد الجهاز على قياس التغييرات الفسيولوجية، التي تحدث للجسم أثناء طرح الأسئلة، فيقيس الجهاز معدل نبضات القلب والتعرق والتنفس، وضغط الدم، والتغيرات التي تحدث للشخص، ويقرأ النتائج خبراء نفسيون مدربون على ذلك، فيحددون إذا كان الشخص بريئاً أم مذنباً.
وعودة لذلك للإعلان، ولنفترض أن المجتمع اعتمد هذه التقنية في تعاملاته اليومية، فما الذي سيحدثه ذلك؟ سيتغير المشهد في الحياة الاجتماعية باستخدام هذه الأجهزة، وربما نعيش متغيرات تتمثل في إضفاء المصداقية على معظم التعاملات الاجتماعية والاقتصادية واختفاء أشخاص لا يمكنهم العيش في بيئة صحية.
ففي العمل سينكشف زيف مبرر الموظف عن التأخير أو عدم استكمال المهام المنوطة به، وسيكون الرجل أكثر مصداقية مع زوجته وكذلك ستفعل الزوجة، وسيصمت ثرثارو المجالس ممن استحوذوا بكذبهم وقصصهم الخيالية التي دوماً هم أبطالها، وقس على ذلك مختلف التعاملات.
والحقيقة أن هذه التقنية ستجد من يجابهها ويحاول الاحتيال عليها، فاليوم تتفاقم أزمة المصداقية في كل شيء.




http://www.alriyadh.com/2037169]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]