رأى صورته بملابس الإحرام من أمام الكعبة المشرفة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ولأنه يكرهه ويمقته، فكتب معلقاً: "أصبحت العبادات والمقدسات وسيلة للتمظهر والتفاخر والاستعراض والمنافسة على أجمل صورة أو أفضل تغريدة، إن أمثال هؤلاء يسيئون لروحانية المكان والزمان ويؤذون المصلين الطائفين الراكعين بجولاتهم".
مضت سنوات وتحولت العلاقة من كره إلى مصالح مشتركة، والتقط المكروه الممقوت صورة في المكان ذاته ونشرها كما فعل أول مرة، فكتب صاحبنا يقول: "هذه الصورة الجميلة تعكس قمة الروحانية وخضوع المؤمن لربه، وتبعث برسالة إلى كل من يشاهدها في وسائل التواصل الاجتماعي بأن الخير باقٍ إلى يوم الدين، وأن الناس فيها الخير حتى وإن أشغلتهم الحياة، لقد كسب الأجر والثواب بهذه الصورة؛ لأن كل من شاهدها لا بد أنه شاهد الحرم المكي في الخلفية وتذكر نعمة الإسلام، وربما حدث نفسه بأداء فريضة الحج ومناسك العمرة".
هكذا هي أحكام البشر ومواقفهم تتأثر بالقرب والبعد وبالمحبة والكراهية والمصالح المشتركة حتى على حساب القيم والمبادئ.
وبعيداً عن رأي ذلك "المتمصلح"، فاللحظات الجميلة بالفعل تستحق التوثيق فما بالك وأنت في أقدس البقاع، لكن ثمة خط رفيع بين الذكرى والتباهي، وحدود يجب عدم تخطيها عندما يتعلق الأمر بإزعاج ضيوف الرحمن.
هناك يذوب الإنسان روحانية وهو يلبي نداء الخالق، يعيش لحظات تعجز أي بقعة في العالم عن إيصالها، اسألوا القادمين من مكة المكرمة والمدينة المنورة ليحدثوكم عن ذلك الشعور.
ولا أدري كيف ينشغل من وفّق لأن يكون وسط تلك القدسية بالتصوير؟، فبدلاً من أن يرفع كفيه داعياً متضرعاً ومهللاً مكبراً يرفع جهازه المحمول.
http://www.alriyadh.com/2037354]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]