كنت أنوي الكتابة عن مشاهدتي للعرض المسرحي «حكاية شاعر» والتي شاهدتها في معرض الكتاب بالرياض مؤخراً، وقبل الشروع بالكتابة استوقفني المقال النقدي والتحليلي الفني للدكتورة هدى عبدالعزيز الخلف، والذي نشر بالجريدة عدد السبت الماضي، فوجدت خير كتابتي عن المسرحية هو الإشارة إلى مقال الدكتوره لملامسته كثيراً مما أردت كتابته، وقبل الإشارة لمقالها أشير أولاً إلى أن الدكتورة هدى هي كاتبة صحفية وباحثة في النقد المسرحي، حاصلة على جائزة التميز البحثي من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة 2020، مؤلفة كتب وأبحاث نوعية في المسرح، وحائزة على جائزة التفوق من الملحقية الثقافية السعودية بمصر 2011، لها خبرة في العمل الأكاديمي والتدريب والتدريس والإلقاء، ومساهمات في الحركة الثقافية في خلق مبادرات نوعية للطالبات في جامعة حائل لزيارة المراكز الثقافية والعلمية والسياحية، في مقالها كتبت تحت عنوان «حكاية شاعر عرض مسرحي سعودي سحر الجمهور في معرض الكتاب»: أدهشني العرض المسرحي لمسرحية «حكاية شاعر» للمؤلف سامي الجمعان ومن إخراج فهد الدوسري والمراجعة التاريخية لرماح جوبان والإشراف الفني والإنتاج للأستاذ فهد الحوشاني، من تمثيل الممثل تركي اليوسف ونرمين محسن وعبدالعزيز المبدل وآخرين، حيث أعطى العرض نبذة مكثفة عن أهم المحطات في سيرة الشاعر السعودي حمد الحجي -غفر الله له-، وما أقف له إعجابا هو المؤثرات الصوتية والبصرية التي أدرك الكاتب والمخرج أهميتهما في تقديم سيرة حياتية بشكل مؤثر وعاطفي تجاه شخصية أحبت وطنها وأصيبت بفقد الأم في سن مبكرة، فلم تستطع الفكاك من حزنها الشديد عليها، اعتمد المؤلف في النّص المسرحي على «فن الميلودراما» بإتقان، فقد كان حواره عاطفيا مؤثرا يسلب القلوب إلى المواقف الأسرية التي مرّ بها البطل، مثل فقده لوالدته وحنينه إليها وفقره، وقد استثمر الجمعان السيرة الذاتية لحمد الحجي في خلق الحس الوطني العالي في النص والعرض المسرحي معا، كما وظف شخصية الشاعر الجاهلي أبو ذؤيب الهذلي من قبيلة هذيل التي ينتمي إليها الشاعر الحجي، مؤكدا على أن الماضي يصنع الحاضر والمستقبل، فالموهبة الفياضة تستمر بين الأجيال، ولعل هذه الشخصية أتت لتعريف أن موهبة الشعر في الجزيرة العربية قديمة، ووجود هذه الشخصية تؤكد أن كلا الشاعرين رثى نفسه قبيل وفاته أيضا، ومن جماليات العرض أنه لم يصرح بشخصية البطل الحقيقية «الشاعر حمد الحجي» إلا في نهاية المسرحية وذلك لخلق التشويق، البطل الذي أدى دور الحجي الممثل تركي اليوسف كان محترفا في الأداء، فلم يشعر المتلقي أنه أمام شخصية يؤديها الممثل وكفى، بل إنه أمام تجسيد حقيقي لهوية الحجي في ملامحه وفي بنيته الجسدية وفي صوته الجهوري وفي شعره الفصيح المتدفق، وأنا هنا أشاطر رأي الدكتوره في مقالها النقدي والذي اقتبست منه للقارئ شيئاً منه عن «حكاية شاعر» حمد الحجي -رحمه الله-.
http://www.alriyadh.com/2038283]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]