التوقعات تعني النظرة الشخصية والمعتقدات والتصورات المسبقة التي يحملها الفرد تجاه نفسه والآخرين والحياة، وقد تكون إيجابية مثل الثقة في القدرات الشخصية، أو سلبية مثل الشعور بالعجز أو القلق من الفشل، والتوقعات الذاتية تؤثر على تحقيق الأهداف والتفاعلات الاجتماعية، وقد يتوقع الفرد تصرفًا معينًا من الآخرين بناءً على خبرات سابقة أو اعتقاداته الشخصية.
تؤدي التوقعات إلى تحقيق ما يعرف بـ "تحقيق الذات الذاتي"، حيث يؤثر اعتقاد الشخص في قدراته على أداء المهام بشكل مباشر على نتائجه، وبالمثل إذا كان الشخص يتوقع الفشل؛ فقد يؤثر ذلك سلبًا على أدائه ويجعله أكثر عرضة للفشل، وهي قابلة للتغيير والتطور بمرور الوقت واكتساب المعرفة والخبرة، ويمكن للأفراد أن يعملوا على تغيير التوقعات السلبية إلى توقعات أكثر إيجابية وصحية من خلال تحديد الاعتقادات غير المفيدة واستبدالها بأفكار أكثر بناءً وتشجيعًا.
الافتراضات والتوقعات حول الذات والآخرين والحياة تختلف من شخص لآخر وقد تتأثر بالثقافة والتجارب الشخصية؛ فقد يفترض البعض أنهم قادرون على تحقيق النجاح في حياتهم وتحقيق أهدافهم، وقد يتوقع البعض أنهم قابلون للتغيير والتطور على مدار الحياة، ويفترض البعض أن لديهم مواهب معينة أو قدرات فريدة، والبعض يفترض أن الآخرين يتصرفون بناءً على مصالحهم الشخصية، أو أن الآخرين يكونوا طيبين ومتعاونين إذا مروا بتجارب مشابهة، وأن الآخرين يمتلكون آراء واعتقادات مختلفة، وهناك من يفترض أن الحياة مليئة بالتحديات والصعاب، وأن الحياة عادلة وتمنح الجوائز للأشخاص الذين يستحقونها، وقد يتوقع البعض أن الحياة تحمل في طياتها فرصًا للنمو والتطور الشخصي.
هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر في تغيير الافتراضات والتوقعات للأفراد، حيث يمكن أن تؤثر التجارب المباشرة التي يعيشها الفرد على تغيير افتراضاته وتوقعاته، ويمكن أن يؤثر التعلم واكتساب المعرفة الجديدة على تغيير افتراضات الفرد وتوقعاته، والثقافة والبيئة التي يعيش فيها الفرد تلعب دورًا مهمًا في تشكيل افتراضاته وتوقعاته، وقيم المجتمع والمعتقدات الثقافية قد تؤثر في شكل تفكير الفرد وتوقعاته للذات والآخرين والحياة، ويمكن أن يؤثر التفاعل مع الآخرين والمشاركة في الحوارات والمناقشات على تغيير افتراضات الفرد وتوقعاته، ومن خلال التواصل مع وجهات نظر مختلفة وفهم وجهات نظر الآخرين، ويمكن أن ينشأ تغيير في الافتراضات والتوقعات السابقة، يؤثر النمو الشخصي والتطور الذاتي على تغيير افتراضات الفرد وتوقعاته.
للعمل على تطوير وتغيير الافتراضات والتوقعات لا بد أن يكون الفرد واعياً لأفكاره واعتقاداته الحالية ويحلل أفكاره واعتقاداته بشكل نقدي، ويمكنه التساؤل عن أسباب ومنطقية تلك الأفكار وما إذا كانت مستندة إلى أدلة قوية وتجارب حقيقية، وكذلك التفاعل مع الآخرين الذين لديهم وجهات نظر مختلفة من خلال الحوار والمناقشة مع الآخرين، والسعي لاكتساب المزيد من المعرفة والتعلم في مجالات مختلفة، وأن يتحدى الفرد نفسه ويخوض تجارب جديدة، من خلال تحطيم الحواجز والخروج من منطقة الراحة، يمكن للفرد أن يكتشف قدراته وقدراته الجديدة ويعيد تقييم افتراضاته السابقة.
الافتراضات هي النوافذ التي ينظر من خلالها الناس إلى العالم، والأفكار هي افتراضات ويمكن أن تكون خاطئة، فلا نحكم على الآخرين بناءً على افتراضاتنا، فالتوقعات هي الجذور التي تنمو في الأرض الخصبة للتحقق؛ فازرع التوقعات الإيجابية وستحصد ثمارًا إيجابية، والتوقعات السلبية هي السجن الذي نضع أنفسنا فيه، والتغيير لا يأتي من تغيير الآخرين؛ بل يأتي من تغيير الافتراضات الخاصة بنا.. يقول (راشيل هوليس): الحياة لا تسير دائمًا وفقًا للخطط والتوقعات، ولكنها تقدم أحيانًا أفضل مما توقعت.




http://www.alriyadh.com/2038762]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]