أثناء أزمة جائحة كورونا وما تم خلال تلك الفترة من إجراءات وقائية ضرورية وصعبة في الوقت نفسه، عاش الناس في حالة بين الألم والأمل، وتغيرت عاداتهم وبرامجهم وأثرت على العلاقات الاجتماعية والعائلية.
رغم تلك المعاناة والبقاء الإجباري في البيوت كوسيلة ضرورية من وسائل الوقاية، فقد رأى البعض أن تلك الفترة الصعبة تضمنت بعض الإيجابيات منها التقارب العائلي، والأكل من مطبخ البيت، وترشيد الإنفاق، وممارسة الرياضة، ومراجعة الأولويات، والثقافة الصحية.
تجربة الإنسان العادي خلال تلك الأزمة تجربة صعبة لكنها مضاعفة بالنسبة للمسؤولين وفي مقدمتهم القيادة السياسية العليا، ومسؤولو وزارة الصحة، وقطاعات الدولة المختلفة وكلها كانت ذات علاقة وجزءا مهما من منظومة عمل متكاملة متعاونة يتم التنسيق فيما بينها بواسطة وزارة الصحة بدرجة عالية من الكفاءة، تلك المسؤولية كانت تقدم درسا عمليا في إدارة الأزمات ونجد تفاصيل هذه الإدارة في كتاب (الوقوف على أطراف الأصابع) لمؤلفه معالي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة وزير الصحة أثناء أزمة جائحة كورونا.
قراءة الكتاب تذكرنا بتلك الأيام الحزينة المزعجة للجميع في كل أنحاء العالم، نكتشف كواليس العمل المخلص التكاملي الذي قدمته قطاعات الدولة المختلفة، عمل يتفرع إلى مجالات دينية وطبية وإنسانية وإدارية ولوجستية وإعلامية، أزمة كورونا كانت خطرا يهدد الجميع، الحلول كانت سياسية وإدارية واجتماعية وصحية ولوجستية وتقنية وإعلامية، عمل شمولي يتطلب التنظيم والتنسيق والخطط، والخطط البديلة، واستثمار جهود وامكانات القطاعات المختلفة، واستثمار القدرات البشرية وهي العنصر الأهم في إدارة الأزمات. أسماء فريق العمل من داخل وزارة الصحة، وأسماء مشاركين من خارج الوزارة كما وردت في كتاب وزير الصحة الدكتور توفيق هي أسماء كفاءات تستحق التقدير، ساهموا بفكرهم وجهودهم وتعاونهم في وجود منظومة عمل متكاملة ومبدعة.
يمكن القول إن قصة جائحة كورونا وكيفية التعامل معها كما وردت في الكتاب المشار إليه هي حالة دراسية في موضوع إدارة الأزمات أجدها مناسبه لتعرض على الطلاب والمتدربين المتخصصين في الإدارة والمجال الصحي في الجامعات ومراكز التدريب لمناقشتها واستخلاص نتائجها ودروسها، كما يمكن تحويل الكتاب إلى فيلم وثاقي عن هذه القصة لما تتضمنه من جوانب مختلفة.
http://www.alriyadh.com/2039127]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]