من يوم الملاحة البحرية العالمي إلى يوم الصحة النفسية، ومن اليوم العالمي للتلفزيون إلى اليوم العالمي للوالدين، تزدحم روزنامة العام بالعديد من الأيام والأسابيع المتخصصة والمتنوعة، لكن ما قصة هذه الأيام ومن يحددها؟ ويجعلها عابرة للقارات؟
تهدف فكرة الأيام والأسابيع إلى تسليط الضوء على قضية أو حدث، ولفت نظر الجمهور له، مما يساهم في رفع الوعي المجتمعي، ويحسن السلوك تجاهها، وكذلك تؤثر على صناع السياسات الوطنية في يخدم مصالح اليوم ومن يؤثر عليهم.
بدأت القصة حينما حددت هيئة الأمم المتحدة 24 أكتوبر 1948 يوماً لتأسيسها، ليطلق عليه: "يوم الأمم المتحدة"، ثم تبع ذلك بعامين إعلان "يوم حقوق الإنسان" في 10 ديسمبر 1950م، ثم امتد الأمر للمنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة، مثل منظمة الصحة العالمية، اليونسكو، منظمة العمل الدولية، والفاو وغيرها، التي أمست تقترح أياماً أو أسابيع عالمية، وتتقدم باقتراحها للجمعية العامة للأمم المتحدة، عبر لجنة فنية، وتطرح للتصويت على الدول الأعضاء بالموافقة من عدمها، ويُعتمد المقترح حال حصوله على أغلبية الثلثين.
وغالباً ما يُحدد يومٌ بذاته لليوم العالمي مثل اليوم العالمي لسلامة الغذاء في السابع من يونيو، بينما بعض الأيام تكون ضمن شهر محدد، مثل يوم الملاحة البحري، الذي غالبا ما يكون في أي يوم من الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر!
ويوفر الموقع الإلكتروني لهيئة الأمم المتحدة قائمة بالأيام والأسابيع الدولية المعتمدة من قبل المنظمات التابعة للأمم المتحدة، والتي تبلغ حالياً 118 يوماً وثمانية أسابيع، تغطي ما يزيد على ثلث العام! بالطبع توجد أيام عالمية أخرى - لا تقل أهمية عنها - تعلن من قبل منظمات وجمعيات وطنية وعالمية، وتحظى بانتشار واسع بالذات في أوساط المختصين، وأخرى تهتم بمواضيع هامشية أو قضايا تافهة! ولكن تبقى الأيام المعتمدة من هيئة الأمم المتحدة هي الأوسع انتشاراً والأكثر تأثيراً.
خلال السنوات الماضية تضاعف الاهتمام بفعاليات الأيام العالمية، وتنوّعت الفعاليات المصاحبة، بهدف تعظيم الأثر الاتصالي والمجتمعي، ومنها ما يقوم بها عملاق الإنترنت "غوغل" الذي يفرد دوماً صفحة البحث الرئيسة لبعض الأيام العالمية، ويربطها بصفحات تشرح اليوم وتفاصيله، مما يكسبها زخماً إضافياً وبعداً دولياً.
من المهم اقتناص حلول الأيام العالمية ليس فقط على المستوى الشخصي، بالمشاركة في الفعاليات المجتمعية أو حتى حملات منصات التواصل الاجتماعي، بل حتى على مستوى المنظمات، التي يجب على فريق التواصل التخطيط مبكراً بتحديد الأيام العالمية المناسبة للمشاركة فيها، ونوعية التفاعل الداخلي والخارجي.
أيضاً هي فرصة لتطوير بعض أيامنا السنوية، وتحويلها إلى أيام عالمية، والرفع بها عبر ممثلي المملكة في المنظمات الدولية التابعة لهيئة الأمم المتحدة، مثل اقتراح يومٍ عالمي للتمر أو الإبل أو الذكاء الاصطناعي، لنحقق العديد من الأهداف الاستراتيجية، ونتمكن من خلالها إيصال رسائلنا وثقافتنا.




http://www.alriyadh.com/2040469]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]