في خضم ما تعيشه فلسطين الجريحة من تصاعد للأحداث، وما لمسناه عبر مواقع التواصل الاجتماعي من تجاهل من البعض لدور المملكة العربية السعودية، في دعم القضية الفلسطينية وما قدمته المملكة من دور كبير في هذا الجانب، على مدى 5 عقود مضت، ومواقفها الواضحة والصريحة التي تعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية والإسلامية الأولى، والجهود السياسية التي قام بها قادة المملكة العربية السعودية على مر الأعوام الماضية، والدور الكبير في جانب المساعدات الإنسانية والتبرعات وخلاف ذلك.
ولعل حديث السفير الفلسطيني لدى المملكة العربية السعودي/ باسم أغا مع الزميل الإعلامي عبدالله المديفر في برنامجه «في الصورة» خير شاهد على ما يمكن أن يقال، ويمكن لقارئي العزيز الرجوع له.
لا أريد لمقالي هذا أن ينحى منحاً سياسياً، لكنني سوف أتناول الجانب الأدبي والإبداعي، حيث كانت القضية الفلسطينية ولا تزال هي القضية المحورية لقضايا الأمة، هي الموضوع الأول الذي استأثرت بالقدر الأكبر من اهتمام الشاعر السعودي؛ فحظيت هذه القضية بإنتاج غزير من القصائد الشعرية، ولا يكاد يخلو شعر لشاعر سعودي من نموذج أو عدة نماذج شعرية؛ بل إن بعضهم خصص ديواناً كاملاً للقضية مثل: سعد البواردي في ديوانه: «صفارة الإنذار»، وعبدالسلام هاشم حافظ في ديوانه «أغنيات الدم والسلام»، وبعضهم له أكثر من ديوان مثل الشاعر حسن القرشي الذي خصص خمسة من دواوينه، منها: «لن يضيع الغد، ونداء الدماء، وفلسطين وكبرياء الجرح».
وسوف يجد الدارس لهذه القضية في الشعر السعودي أنه أمام مادة شعرية ثرية جداً كماً، ومتنوعة كيفاً، حيث هناك عدد من شعرائنا من حرصوا على مصاحبة مسيرة القضية، ومعايشة مراحل مأساتها منذ أكثر من خمسين عاماً، ثم مواكبة للانتفاضة الفلسطينية، وإلى يومنا هذا، مع الأحداث الحالية الدامية.
حيث نجد أن الشعراء السعوديين قدموا العديد من القصائد الشعرية الحديثة التي تعبر عن واقع الحال من قبل الشعراء الشباب، والذين يمكن لكل من يرغب الاطلاع على إنتاجهم عبر الرجوع لمحركات البحث على الشبكة العنكبوتية التي ترصد كثيراً مما قدم على يدي الكتاب السعوديين في تناولاتهم لقضايا الأمة العربية والإسلامية منذ زمن طويل.
إن الإبداع عموماً بطبيعته يعبر عن قضايا الإنسان وهمومه، وما يشغله، ويسعى دوماً للدفاع عن حريته وحقوقه، لذا كانت القضية الفلسطينية هي ضمير الأمة العربية، وشغلها الشاغل، ودعت الحكومة السعودية في بيانها الذي ندد بما يحصل حالياً من تصعيد للأحداث إلى أهمية حل القضية الفلسطينية، وهو موقف المملكة الواضح منذ أمد.
قلوبنا مع أخوتنا الفلسطينيين في غزة وما تتعرض له من أهوال جسام، سائلين الله العلي القدير أن يرأف بهم ويزيل عنهم هذا العدوان المقيت.
http://www.alriyadh.com/2041188]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]