في إطار رؤية "2030"، نجحت المملكة في تعزيز مشهدها الثقافي، وتوظيف ما تتمتع به من إمكانات ومقومات كثيرة ونوعية، تختزنها مناطق المملكة كافة، ضمن خطط وبرامج تنموية متدرجة وشاملة، أثمرت اليوم عن إيجاد مجتمع مثقف وواع، ينطلق من مرتكزات ثقافية متنوعة ومتجذرة في أعماق تاريخ الجزيرة العربية.
ولم يكن لهذا الأمر أن يتحقق لولا أن الرؤية اعتبرت الثقافة من مقومات جودة الحياة، وأوصت بتعزيز النشاط الثقافي في عموم البلاد، وهو ما أسفر اليوم عن وقوف المملكة على أرض صلبة ثقافياً، ولديها مشهد ثقافي عالمي يقوده مبدعون في شتى المجالات، هذا المشهد تتخلله يوماً بعد آخر إنجازات رائعة تؤكد أن المملكة تسير في الاتجاه الصحيح، ولعل آخر تلك الإنجازات ما أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن فوز المملكة بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو لدورة تمتد أربع سنوات قادمة.
ولمن لا يعرف، فالمملكة تُعد من أوائل الدول المؤسسة لمنظمة اليونسكو عام 1946، لإيمانها التام بجوهرية دور قطاعات التعليم والثقافة والعلوم في بناء المجتمعات من الداخل، وقدرتها على إيجاد إنسان مثالي قادر على بناء وطنه على أسس ثابتة وراسخة.
فوز المملكة للمرة الثانية بهذا المنصب يعكس ثقة الدول الأعضاء في المملكة، ومساهمتها الفاعلة في دعم قطاعات التعليم والثقافة والعلوم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يضاف إلى ذلك أن المملكة تُعد من أولى الدول المبادرة إلى ضمّ البُعد الثقافي في جدول أعمال قمة مجموعة العشرين، وضمّ اليونسكو طرفاً في الاجتماع المشترك الأول لوزراء الثقافة بمجموعة العشرين، وذلك أثناء رئاستها قمة العشرين "2020"، كما أنه لطالما أسهمت المملكة مع الدول الأعضاء في القمة ذاتها في تعميق الأثر الإيجابي للتعاون الدولي في القطاعات الثلاث.
واليوم، تعمل المملكة لجعل الثقافة عاملاً رئيساً لتكريس التعايش والحوار والسلام من أجل مستقبل أفضل للبشرية، إيماناً من الرياض بأن تطوير النظام الثقافي، وتمكين قطاع الثقافة من تحقيق أهدافه، لا بد أن تتم ضمن عملية بناء مستمرة ومتأصلة في المجتمع، وليس حدثاً عابراً يتم إنجازه لمرة واحدة، وهو ما تسعى إليه وزارة الثقافة ضمن نشاطها وبرامجها التي تراعي تحقيق تطلعات رؤية "2030".
http://www.alriyadh.com/2044138]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]