لطالما كانت المملكة قِبلة قادة العالم، لا تتردد بالقيام بدورها المحوري واستغلال ثقلها الدولي لما يحقق الأمن والسلام والازدهار، لذا دوماً ما استضافت المملكة القمم واللقاءات، لكننا لم نكن نقتنص ذلك للتعريف بنا وبإنجازاتنا ومستقبلنا إلا على استحياء، حتى جاءت مبادرة "واحة الإعلام"!
كان التركيز في القمم التي عقدت سابقاً في المملكة مُنصباً على إتقان التنظيم البروتوكولي، مع تجهيز مركز إعلامي لخدمة ممثلي وسائل الإعلام، والقيام على توفير السكن والتنقل لهم، مع بِضع مبادرات لإطلاع جموع الإعلاميين وأعضاء الوفود على معالم التقدم والازدهار في بلادنا، لكن ذلك كان تضييعاً لفرصة وجود عدد ضخم من صناع القرار، والأهم الإعلاميون، القادرون على نقل الصورة عنا، خصوصاً أنها سوف تكون حقيقية وصادقة، لأنها مباشرة من أرض الحدث، وليس مجرد مواد مجهزة أو رحلات مدفوعة الثمن!
غير أن ما قام به "مركز التواصل الحكومي" بوزارة الإعلام مؤخراً في القمم الثلاث التي استضافتها الرياض شكّل نقلة إعلامية نوعية، إذ طورت مبادرة "واحة الإعلام" في نسختها الرابعة، والتي لفتت نظري كخبير في التواصل الاستراتيجي، إذ إنها استطاعت أن تحقق أهدافاً عديدة بفكرة مميزة وتنفيذ متقن، يؤكد التطوّر الواضح في وزارة الإعلام بقيادة الممارس الإعلامي وصاحب التجربة الصحفية الناجحة معالي الأستاذ سلمان الدوسري.
"واحة الإعلام" بدأت قبل نحو ستة أشهر في القمة العربية بجدة، إذ رفعت من مستوى المركز الإعلامي إلى مساحة واسعة متعددة الأغراض، هدفها تمكين الإعلاميين من ممارسة أعمالهم باحترافية، ضمن بيئة تفاعلية، تعزز الزخم الإعلامي للقمة، وتنقل صورة صادقة عما يحدث في المملكة، ثم انتقلت الواحة لتواكب ندوة الحج الكبرى خلال شهر يونيو الماضي، ثم شدّت الرحال إلى نيودلهي في الهند، تزامناً مع مشاركة المملكة في قمة دول العشرين، وزيارة سمو ولي العهد الرسمية للهند.
في النسخة الحالية تطورّت الواحة وتشعبّت، إذ أضيف "مسرح الواحة"، الذي استضاف جلسات حوارية، إضافة إلى دعوة قيادي المشروعات الكبرى لاستعراض التقدم الذي أحرزته، وسماتها النوعية، مع إتاحة الفرصة للصحفيين لطرح أسئلتهم، وهنا استغلال ذكري لوجود عدد ضخم من إعلاميي العالم، ناهيك عن زوار الواحة، الذين تجاوز عددهم 3 آلاف، من 335 وسيلة إعلامية، من أكثر من خمسين دولة.
غير أن أروع ما ميّز الواحة الإعلامية في نسخها الأربع هو كوكبة شبابنا وفتياتنا من "التواصل الحكومي" وممثلي الجهات المشاركة، الذين تسبق ابتسامتهم إجاباتهم الوافية، ومساعدتهم للإعلاميين، مما ضاعف نجاح الواحة، ومكنها من تحقيق أهدافها.
بالتأكيد لدى فريق التواصل الحكومي العديد من الخطط والأفكار لتطوير الواحة، لعلي أضيف لها فكرة إطلاق واحة إعلامية افتراضية، وكذلك ابتكار نسخ محلية من الواحة تواكب المؤتمرات والفعاليات الكبرى المتوقع عقدها في المملكة خلال الفترة المقبلة.
http://www.alriyadh.com/2044187]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]