الإعلام سلاح فعال في وصول رسالته، والإعلام الذكي هو من يتم تسخيره لتكون الرسالة واضحة ودون قيود وأكثر مصداقية، قبل أيام ظهر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- وهو يلقي خطابه أمام مجموعة البريكس، برسالة عميقة في الخطاب والمكان والأهم إعادة ترسيخ الموقف السعودي الثابت من القضية الفلسطينية، وإعادة أهم موقف تاريخي سياسي اقتصادي قامت به السعودية لنصرة القضية الفلسطينية، في أكتوبر 1973م، فمن المكتب الذي ظهر مجددا منه سمو ولي العهد، كان الخطاب التاريخي للملك فيصل -رحمه الله- وقراره التاريخي بوقف تصدير النفط إلى أميركا وهولندا لمساندتهم العدو الصهيوني، دلالات الظهور وأمام المجموعة الاقتصادية المهمة وبهذا التوقيت لها مدلولات عميقة في الرد على أي تشكيك بالموقف السعودي على مدار التاريخ، عدم تعرضه للتغيرات والتأثيرات السياسية كما هو الحال مع كثير من الدول التي تتعامل مع القضايا السياسية حسب مصالحها الخاصة.
خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة في شهر أكتوبر الحالي، وإعلان الملك فيصل قرار السعودية في شهر أكتوبر في ذلك الوقت، تسلسل للتاريخ يبرز أن الدول الكبيرة هي الدول الراسخة والأصيلة بمواقفها، والسعودية رغم محاولات التشكيك الصبيانية التي حاول البعض نشرها عبر استغلال السذج بوسائل التواصل الاجتماعي، لم تتوقف عند هذه الهمجية وإنما واصلت سياستها وبكل تأثير للوقوف مع الشعب الفلسطيني بكافة الإمكانيات وبمساعدات تاريخية لا يمكن إغفالها.
لذلك من الممكن ألا تكون رسالتنا الإعلامية وهذه حقيقة ذات تأثير واضح ومباشر للمرحلة السعودية الحالية والمستقبلية، كون أسلوبنا ما زال تقليديا وقنواتنا مجرد ناقلة، وحتى تفاعلها مع مواقف المملكة نجده لا يتعدى مخاطبة الداخل أكثر من الخارج وهذه الإشكالية، نحتاج إلى رسائل نربط فيها مواقفنا التاريخية والحالية، على النهج الذي شاهدناه في خطاب الأمير محمد بن سلمان من مكتب الملك فيصل، فالجيل الحالي يحتاج وبصورة إعلامية مختصرة وذكية لتعريفه بمواقف مملكته مع القضايا العربية والإسلامية والفلسطينية على وجه التحديد.
الخطاب من المكتب التاريخي أعادنا لصورة تاريخية وفيها رمزية للعلاقات المتجذرة بين السعودية والبحرين، ونجد فيها فكر الأمير محمد أيضا، وهذه نماذج متعددة لطريقة رسائل ولي العهد المباشرة وبلغة أحيانا تكون الصورة هي المتحدث، فقبل سنوات عند زيارة سمو ولي العهد للبحرين، تم استذكار الزيارة التاريخية للمؤسس الملك عبدالعزيز للبحرين، عام 1936م، بأن تمت إعادة التقاط نفس صورة الملك عبدالعزيز مع الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة (حاكم البحرين)، بصورة جمعت الأمير محمد وولي عهد البحرين وعدد من أبناء الأسرة الحاكمة بالبلدين، لتكون رسالة تاريخية لعمق العلاقات التي كان لعمر الصورة التاريخية أكثر من 90 عاماً.
الذكاء الإعلامي والربط التاريخي بالمواقف الثابتة هو الاستراتيجية الإعلامية التي نحتاجها، نحن نحتاج لتوضيح الصورة للخارج بهذا الوقت أكثر مما مضى، لأننا نعيش حراكا على جميع المستويات وبثوابت مهمة، لا بد أن تعيها الأجيال الحالية والمستقبلية، بدلا من متابعة بعض السذج.




http://www.alriyadh.com/2046675]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]