يعرض بعض الكبار المعجبين بتعصبهم الرياضي تسجيلات لأطفال يعتقدون أنها محل فخر أو تعبر عن ذكاء الطفل وهي مع الأسف تسجيلات تؤسس لفكر التعصب في عقول الأطفال حيث يظهرون في التسجيلات في غاية الحماس والانفعال واستخدام ألفاظ غير لائقة، كل ذلك للتعبير عن تشجيع فريق معين.
الحديث عن الروح الرياضية يصنف حديثاً مثالياً لا يناسب عالم كرة القدم المثير. التعصب عند البعض هو نوع من الإثارة المطلوبة في التنافس الرياضي، ويدخل من باب الإثارة ما يسمى بـ(الطقطقة) بين مشجعي الفرق المتنافسة، ثم فتحوا باب الطقطقة للأطفال ويمكن اعتبارها نوعاً من أنواع الترفيه لكنها تتجاوز الحدود أحياناً إلى مرحلة تستخدم فيها كلمات بذيئة، وانفعالات مبالغ فيها.
التعصب الرياضي لم يأت من فراغ، المتهم الأول فيه هم بعض المشجعين المتعصبين الذين دخلوا ساحة الإعلام الرياضي بمؤهل التشجيع وليس بمؤهل التخصص أو الثقافة أو الخبرة. ومن يشاهد الحوارات الرياضية ويقرأ بعض المقالات والتغريدات سوف يتأكد من هذه الحقيقة.
الرياضة نشاط صحي وترفيهي واجتماعي، الميول للأندية وتشجيعها سلوك طبيعي، المشكلة التي تنتقل من الكبار للصغار هي التعصب. منتجات التعصب هي الانفعالات المبالغ فيها، والتفكير غير الموضوعي، وإنكار الحقائق، واستخدام ألفاظ غير لائقة، والتناقض في طرح الآراء حول حالات متشابهة، ويصل الأمر إلى الكذب ونشر الإشاعات وتوزيع الاتهامات. المؤسف أن تلك المنتجات مصدرها في كثير من الأحيان فئة من المشجعين انتسبوا للإعلام الرياضي بمؤهل التشجيع فأصبحوا (قامات إعلامية) يرفعون بيارق التعصب وكأنهم في ساحة حرب.
في تلك الساحة يتم الخلط بين (إعلامي) و(ناقد)؛ والمشجع المتعصب غير مؤهل أن يكون إعلامياً أو ناقداً لأن من يحمل هذه المسميات يفترض أن يتمتع بالمصداقية والحياد والطرح الموضوعي والنظرة الشمولية، وهذه الصفات يبحث عنها المتلقي في كثير من الحوارات الرياضية فيضطر لتركها! تلك المنتجات تنتقل إلى الأطفال وتجد من بعض الكبار التشجيع والتفاخر بفكر الطفل المتعصب ورجولته!
حماية الأطفال من التعصب بكافة أشكاله قضية تربوية في غاية الأهمية، ولا بد من دور لمؤسسات التعليم والإعلام والثقافة والإرشاد الأسري لتطوير الإعلام الرياضي بتفاصيله المختلفة بما يواكب التطوير الشامل للمملكة في المجالات كافة.
http://www.alriyadh.com/2048850]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]