ما زال الأمل في إقامة سلام عادل شامل ودائم ماثلاً للعيان، طالما كانت هناك رغبة حقيقية صادقة، فليس من المنطق ولا العقل أن تظلّ القضية الفلسطينية قرابة الثمانين عاماً دون حل توافقي يحقق قيام الدولة على حدود الرابع من يوليو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، دولة ذات سيادة ليست مقطعة الأوصال لا تشبه ملامح الدولة في أي شيء.
السلام يحتاج إلى قرارات صعبة ومسؤولة، وتضحيات وتنازلات كي يتحقق، أما التجاذبات الحزبية والآراء المتباينة والمتطرفة تجعل السلام بعيد المنال، ودوامة العنف أكثر اتساعاً وأكثر شمولاً مما هي عليه، وهذا أمر لا يريده أحد ولا حتى إسرائيل التي رفضت وهمشت كل المبادرات السلميّة؛ كونها لا تنسجم مع رؤيتها الضيقة للسلام، وبالتالي هي التي تضع العقبات والشروط التعجيزية، ما يجعل أية مبادرة غير قابلة للتنفيذ، بل تذهب إلى أبعد من ذلك، فهي تختلق العقبات حتى لا يكون هناك سلام، وليبقى الوضع على ما هو عليه، معتقدة أن ذلك يخدم بقاءها ويدعم مصالحها.
جولة وزير الخارجية الأميركي في المنطقة تختلف عن سابقاتها، فمن الواضح أن واشنطن أكثر جدية هذه المرة في الوصول إلى حلول تقود إلى التهدئة، وتمنع توسع نطاق الصراع، وتمهيد الأرضية من أجل الوصول إلى تفاهمات إقليمية تعيد السلام إلى مساره الصحيح، بعد أن ضل الطريق لوقت طويل.
وزير الخارجية الأميركي خلال اجتماعاته مع نتنياهو «كرر ضرورة ضمان إحلال سلام دائم لإسرائيل والمنطقة، بما في ذلك تحقيق هدف إقامة دولة فلسطينية»، وهذا يؤكد أن هناك توجهاً أميركياً حقيقياً هذه المرة لإنهاء الوضع القائم، الذي لا غالب فيه ولا مغلوب بقدر ما تسبب بأزمة إنسانية كبرى غير مسبوقة، فليس من مصلحة واشنطن أن تستمر هذه الحرب وتمتد مسببة أزمة أكبر لا يمكن احتواؤها.




http://www.alriyadh.com/2053123]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]