الموضوع: على أعتــاب شهــر رمضــان

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ...
وبعد :
ورد عن الإمام الصادق انه قال : ( ان الصوم ليس من الطعام والشراب ¡ انما جعل الله ذلك حجابا مما سواه من الفواحش من الفعل والقول ) .
*ينبغي أن يكون واضحا لدينا أن الصوم ذا بعدين ¡ بعد جسدي وبعد روحي ¡ فالبعد الجسدي متمثل في الامساك عن الطعام والشراب وباقي المفطرات ¡ والبعد الروحي يتمثل في الامساك عن الذنوب والمعاصي وكل الفواحش والمحرمات .

*بل ان مهمة الصوم الخارجي - وهو الإمساك عن المفطرات المادية - هو تحقيق الصوم الداخلي - وهو الصوم عن المفطرات الروحية - كما في الرواية التي ذكرناها عن الامام الصادق .

*الى كثير من الروايات التي تؤكد على هذه الحقيقة ¡ وتبين النظرة العميقة لفريضة الصوم ¡ وأنه سبيل لتهذيب النفس وتكاملها ¡ والسمو بها الى الاعلى .
فمن يصوم عن الأكل والشرب ¡ ولكنه لايصوم عما حرم الله من الكذب والغيبة وماشابههما ¡ فليس بصائم في الحقيقة وليس له في صيامه إلا الظمأ والجوع ¡ قال أمير المؤمنين في نهج البلاغة : ( كم من صائم ليس له في صيامه إلا الظمأ والجوع ) .

*وبهذا يتضح جليا ان الصوم عملية بناء للنفس واحيائها من الداخل فما هو الا وسيلة وطريق الى تقوى الله ¡ قال تعالى : ( كتب عليكم الصيام ¡ كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) والتقوى لا تتحقق الا بالالتزام الداخلي العميق .

*وبعد ان تذكرنا هذه الأمور وعرفنا اهمية الصوم ¡ علينا ان نستقبل شهر الصوم بما يتناسب مع اهميته حتى نحظى بالنتائج المرجوة ¡ وفي هذا الصدد يعلمنا الامام الرضا كيف نبدأ رحلة التغيير استعدادا للامتزاج بمعاني شهر رمضان والسمو بالنفس ونيل رضوان الله ... يقول فيما ورد عنه :
( أكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن وتب إلى الله من ذنوبك ليقبل شهر الله عليك وأنت مخلص لله عز وجل ¡ ولا تدعن أمانة في عنقك إلا أديتها ¡ ولا في قلبك حقدا على مؤمن إلا نزعته ¡ ولا ذنبا أنت ترتكبه الا أقلعت عنه ¡ واتق الله وتوكل عليه في سرائرك وعلانيتك )

*وهكذا يبدأ موكب رمضان بالتحرك بكل جلاله وهيبته وتبدأ رحلتنا نحو التكامل نحو مغفرة الله ورضوانه .

والحمدلله رب العالمين

جنووووووبي