الشرق الأوسط المنطقة الأكثر سخونة في العالم عبر عقود طويلة وربما عبر قرون، هي منطقة لا تهدأ كونها تمثل قلب العالم ومهد الديانات السماوية، كما أن الله سبحانه وتعالى حباها بثروات طبيعية متنوعة عدا عن موقعها الاستراتيجي الذي يتوسط قارات العالم، كل تلك العوامل مجتمعة جعلت من الشرق الأوسط منطقة دائمة السخونة، والأحداث الحالية خير مثال.
ليس من المنطق أن تظل المنطقة على هذا الحال من مشكلة لأخرى ومن توتر لآخر دون حلول دائمة تؤسّس لاستقرار يقود إلى تنمية مستدامة تنعكس عليها وعلى العالم، لا أن تظل حبيسة المشكلات والصراعات، وتظل دون تنمية تريدها وتستحقها وتسعى إليها.
الأحداث في غزة وما تبعها من أحداث في البحر الأحمر وربما يتبعها أحداث أخرى لن تقف عند حدود المنطقة بل سيكون لها تأثيرات وتداعيات ما لم يتم تداركها بتحكيم العقل وبُعد النظر لا الانفعال والتهور، فاللجوء إلى القوة الدبلوماسية أقوى تأثيراً وأكثر استدامة من الحلول العسكرية التي تكون بمثابة حلول سريعة مؤقتة، تؤدي إلى تعقيد الموقف أكثر وتجعل من الحلول الدبلوماسية التي يفترض بها أن تكون أكثر بُعداً، وهذا يتنافى مع القوانين والأعراف والمعاهدات الدولية التي وضعت من أجل إبعاد شبح الحرب، وأقرب إلى الحلول السلمية عبر الحوار السياسي والتي أثبتت التجارب أن الحوار سبيل إلى السلام والاستقرار، فكم من الحروب الطويلة انتهت ليس بالقوة المفرطة بل بمحادثات أفضت إلى سلام كان بعيد المنال في وقت من الأوقات لكنه حصل رغم بعض التوقعات المتشائمة.
الشرق الأوسط منطقة من أهم مناطق العالم، واستدامة التنمية والاستقرار فيه سيكون له من الأثر الإيجابي الذي سيفوق التوقعات.




http://www.alriyadh.com/2053694]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]