قبل أيام من مشاركة منتخبنا الوطني في كأس آسيا 2023 في قطر، وبدلًا من أن يتحلق الإعلام الرياضي حول الأخضر، ويتخلق بطرح جديد -ولو مؤقتًا- يسعى لتجميع الصفوف وإزالة ما في الشارع الرياضي من احتقان وتفرق، ويجمع المتفرقين وأنصار وإعلام الفِرَق حول فريق الوطن؛ نجد أن هناك من البرامج و(المبرمِجين) و(المبرمَجين) من شد مئزره ووظف مكانه ومكانته وإمكاناته وكل طاقاته وطواقمه، وأجلب بخيله ورجله ليزيد من احتقان الجماهير والإعلام، وليزيد من تلوث شارعنا الرياضي ولوثاته بشيء من الحقائق والكثير من الأكاذيب؛ مستعينًا بمن يزعم أنهم شاهدون على العصر وناقدون له، وهم بزعمي أقرب إلى أن يكونوا شهداء زور ومجرد ناقمين على قامات وشخصيات ونجوم خدموا الكرة السعودية؛ مستغلين صمت وحلم أو عدم اهتمام من وردت أسماؤهم في تلك الشهادات، وصمت المسؤولين عن إعلامنا الرياضي وما يطرح فيه من طرح مخجل ومخيب لا يليق بإعلام يجب أن يصطف مع منتخب وطنه، أو أن يمثل هذا الدور في هذه المرحلة على الأقل وأثناء هذه المشاركة الوطنية.
ولو أنَّ هذه الشهادات والروايات و(السواليف) كانت صحيحة وحقيقية لقلت إنَّها حقائق أريد بها باطل، ولو أنَّ الشهود عدول، والرواة ثقات؛ لقلت إنَّ الوقت ليس مناسبًا لفتح هذه الملفات التي تزيد من تفرق الناس وجماهير الأندية، وتبعدهم عن التجمع لبضعة أيام أو أسابيع حول لونٍ واحد وشعار واحد وقميص واحد وفريق واحد؛ فما بالك إذا كان الشهود (لك عليهم)، وكانت هذه الشهادات والروايات أو كثيرٌ منها على الأقل هي محض أكاذيب وافتراءات وخيالات من نسج خيال أصحابها، والقصد منها التأليب على أطراف معينة لأغراض في نفوس أصحابها المريضة، ومحاولة لشيطنة فريقٍ ما، أو مسؤولٍ ما، أو لاعب ما، عبر الاستعانة بأشخاص وشخصيات عملت أو دربت أو لعبت في السابق مع الأخضر، وتدعي أنّها اليوم تكشف الحقيقة وتكتب التاريخ، وأنَّها تخرج الماء الذي كان في فمها، وما في تلك الأفواه سوى الأكاذيب والأرانب والكثير من الحنق على تلك الفترة التي وُجدوا فيها وتذكرهم بمحطات من الفشل والإبعاد.
أوقفوا هؤلاء وما يطرحون في برامجنا وقنواتنا الرسمية ولو بشكلٍ مؤقت، واجمعوا الناس حول الأخضر لا عليه، وارفقوا بالأجيال الجديدة التي تتعرض اليوم لحملات لا تُنتج لنا إلا أجيالًا تم حقنها بوساوس وشكوك وأكاذيب حول المنتخب الوطني وتاريخه ومنجزاته ونجومه، وحول مسؤولين ورموز خدموا الكرة السعودية واجتهدوا ومضوا، ولا يستحقون منا أن يتم التعامل معهم بهذا النكران وبهذه الصفاقة والوقاحة.
إعلامنا الرياضي بحاجة لأن يتخلص ولو مؤقتًا من كل انتماءاته وميوله، وأن يقوم بمسؤوليته تجاه الأخضر، وأن يجمع جميع الفرقاء وعشاق الفرق حول فريق الوطن، وإن لم يفعل فلا أقلّ من أن يكف خيره وشره، وأن يتوقف عن تفرقة الصفوف، وتأليب المشجع البسيط على منتخب بلده قبل مشاركته القارية بأيام، وإن فشل الرهان على أن يشعر كل هؤلاء بالمسؤولية التي يلقيها على عاتقهم هذا المنبر الإعلامي الذي وجدوا فيه أو أوجد لهم؛ فلا مفر من تدخل المسؤول ليوقف هذا العبث، وأن يوقف أولئك العابثين في مشاعر الجماهير حتى إشعار آخر.




http://www.alriyadh.com/2053838]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]