يمتد دور الإعلام إلى ما هو أبعد من التأثير في الوعي لتشكيل وجهات النظر والتأثير على السياسات العامة على نطاق عالمي، يتضح هذا التأثير بشكل خاص في قضايا تظهر على السطح فجأة مثل التغير المناخي، حيث حولت تغطية وسائل الإعلام العالمية الصورة الذهنية والسياسة العامة من قضية بيئية هامشية، لأن تكون في مقدمة الوعي العالمي من خلال التغطيات المستمرة والقصص المنوعة والرسائل الإعلامية المتنوعة التي تلعب دور كبير في تشكيل الرأي العام العالمي.
تسلط الحملات الغير مباشرة التي تم إطلاقها على مدى سنوات طويلة آثار تغير المناخ والحاجة الملحة لاتفاقية مثل اتفاقية باريس للمناخ، من خلال أدوات إعلامية متنوعة وتوظيف المؤثرين في مثل هذا القضايا، ويبقى السؤال الأهم هل تطرح قضايا في وسائل الإعلام دون مستفيدين استراتيجيين؟
من الواضح أن المستفيدين بدرجة أولى هي بيئات الأعمال والتي لها مصالح من تعزيز نفوذها الاقتصادي، ويتضح ذلك من جني بعض الصناعات والقطاعات فوائد اقتصادية عالية، حيث يتم العمل على مسارين الأول تعزيز نفوذها من خلال جماعات الضغط لتغيير السياسيات العامة بما يخدم مصالحها محلياً ودولياً والثاني استخدام الإعلام كسلاح ناعم لدعم توجهات جماعات الضغط لإظهارها كقضية ملحة، ومثل هذه القضايا تستخدم كذلك كورقة ضغط سياسية لتعزيز نفوذ الدول، والتي تتطلب بلا شك تتطلب حملات غير مباشرة مضادة للحفاظ على المصالح العامة، فعلى سبيل المثال ترى بعض الدول أن استخدام الوقود الأحفوري ضار بالبيئة، وفي المقابل تولد الطاقة من الفحم والذي يعد أكثر ضرر بالبيئة من استخدام النفط وهو ما يتطلب تحرك إعلامي مدروس يحفظ المصالح ويعزز من المكتسبات.
باختصار، تمتلك وسائل الإعلام تأثيرا كبيرا في تشكيل الرأي العام العالمي والتأثير على استصدار تشريعات من خلال المنظمات المختصة، لا سيما في قضايا مثل تغير المناخ. وهو ما يتطلب بشكل كبير تحليل الحملات الإعلامية وإطلاق حملات مضادة تعزز صورة ذهنية إيجابية في مسارات محددة وبشكل مستمر تساهم في الحد من تأثير الحملات الموجهة لتحقيق المصالح والمستهدفات.
http://www.alriyadh.com/2054122]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]