"أنا كل يوم مكرم، مكرم أني سعودي" هكذا قال الفنان رابح صقر في كلمة تداولها الناس بشغف لأنها بالفعل لامست قلوبهم ومشاعرهم. Joy Awards 2024 " جوي أوردز " هذا الحفل بدورته الرابعة والذي يتفوق على نفسه في كل نسخة ليأتي بلوحات فنية وقامات تاريخية وعالمية في قلب الرياض، ليلة أسعدت صناع الترفيه وعشان الفن ومحبيه، هيئة الترفيه أسعدت المواطنين بشكل خاص ليس بمشاهدة الحفل فقط فقد شاركنا العالم بهذا؛ لكن حينما نرى تفوق ومهنية الجهات المنظمة وكيف تتنافس على تمثيل اسم المملكة والسعوديين بالشكل الذي يليق بنا، ورغم كل الصور النمطية الداخلية والخارجية فقد كسرت الهيئة هذه العدسة وصنعت عينا ثاقبة لإرادة السعوديين حينما نقرر أن نحتفل فالسعادة باتت نكهة سعودية خالصة.
جوائز عديدة وترشيح جماهيري، أسماء خالدة ونجوم شابة احتضنها الحفل واحتضن معها أحلام المواهب والعقول المنتجة. لعل من أكبر الحوافز للإبداع عبر التاريخ هو هذا التحضر السنوي كنا نشاهد لسنوات مهرجانات الأوسكار وغيرها وما تحمله معها من قصص إنسانية البعض منها مبهج والآخر حزين والكثير منها مستفز كصفعة ويل سميث الشهيرة، المختلف أن المجتمع السعودي يعيد صناعة الترفيه بقيمه كالكرم والحفاوة والجمال المفرط في التقدير الإنساني مصالحات عديدة شهدها المهرجان ومواقف ستبقى محفورة في ذاكرة الفن.
ماذا لو تم بناء مؤشرات للسعادة؟ "happiness KPi" الحقيقة أنني قمت بالفعل بالبحث عن الفكرة ووجدت العديد من الدراسات التي تتناول مؤشرات السعادة سواء للموظفين أو المتعلمين أو حتى صناعة "مدينة سعيدة"، توصلت إحداها أن إدارة السعادة لا تتحقق إلا بجودة إدارة التواصل وإدارة العواطف وأن يستشعر الناس أنهم محور الحدث. وأن الأشخاص الذين يشعرون بالرضا عن أنفسهم وعن أدائهم في العمل يكونون أكثر إنتاجية، ولعل أشهر النماذج العالمية لفحص السعادة هو نموذج PERMAIg الذي قدمته UiTM يزيد في العوامل: المشاركة، والإنجاز، والبنية التحتية، والامتنان. أما دراسة كازو يانو خلصت لأن محرك النمو اليوم ليست الجوانب المهنية الصارمة فقط بل المعنوية والمريحة، وبدلاً من الإنتاج الصناعي، الذي قاد النمو الاقتصادي في القرن العشرين، فإن محرك النمو في القرن الحادي والعشرين هو الإنتاجية في العمل المعرفي وشركات الخدمات. ولهذا السبب، طور الباحثون تقنية لقياس السعادة باستخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء. ووجد البحث إشارة مخفية تمثل سعادة الشخص ضمن النمط الأساسي للنشاط البدني المعروف باسم "قاعدة 1/T". وكشفت هذه النتيجة عن علاقة وثيقة بين "ثالوث" النشاط البدني = السعادة = الإنتاجية. وإلى جانب تقنية استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد مؤشرات الأداء الرئيسة تلقائيا، يمكن لهذه التكنولوجيا أن تعزز قدرة المجموعات على الانخراط في "الإبداع المشترك" في حين تشجع أيضا الاستقلالية والالتزام لدى الأفراد. ومن المسلم به أن هذه التكنولوجيا الجديدة لديها القدرة على فتح مسارات جديدة في محاسبة الشركات والإنتاج وأنظمة الموارد البشرية.
الباحثة الروسية مارينا ياشينا ذهبت إلى دراسة اقتصاديات السعادة ومستقبلها، وهي منهج جديد في عالم الفكر الاقتصادي يقدم دراسة كمية ونظرية لتأثير الرفاهية والسعادة. وهي تؤكد أن السؤال حول اقتصاديات السعادة محط اهتمام منذ القرن الثامن عشر عندما نشر مؤسس الاقتصاد الكلاسيكي آدم سميث كتابه “ثروة الأمم”. في الممارسة الاقتصادية الدولية، يستخدم الناتج المحلي الإجمالي للفرد أو مؤشر التنمية البشرية لمقارنة مستوى المعيشة في مختلف البلدان، ولكن هذه المؤشرات قد لا تعكس دائمًا الوضع الحقيقي. أضافت أيضا أن هناك العديد من التصنيفات الخاصة للسعادة. وأشهرها «مؤشر جودة الحياة» (Well-Being Index) أو «مؤشر الرضا عن الحياة» الذي وضعه د. كانيمان. مؤشر آخر هو المؤشر الدولي للسعادة (مؤشر الكوكب السعيد، الذي اقترحته مؤسسة الاقتصادات الجديدة في عام 2006) والذي يعكس رفاهية الناس والبيئة في جميع أنحاء العالم. الهدف الرئيس للمؤشر هو إظهار الثروة "الحقيقية" للأمم. وقد خلصت نتائجها أن مستوى الرفاهية المادية هو عامل أساسي، ولكنه ليس العامل الحاسم في سعادة سكان روسيا فالبيئة والأمن والشعور بالتغيير نحو الأفضل من العوامل التي يحتاجون للتركيز عليها، في السياق المحلي نحن أشد شعوب العالم سعادة، وان ننجح في تنظيم جائزة تحمل هذا الاسم هو السعادة بحد ذاتها، دمتم سعداء.
http://www.alriyadh.com/2055764]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]