في الحوارات الرسمية أو غير الرسمية ثمة أساسيات وعوامل تجعل الحوار يجمع بين المتعة والفائدة.
في المجالس الخاصة بين أفراد العائلة أو بين الأصدقاء تفرض القضايا العامة على المجتمعين طرحها والمناقشة حولها.
تضم حلقات النقاش من يحسن الانصات، ومن يجيد المقاطعة، ومن يحرص على الانتصار لرأيه، ومن يستخدم سلاح الصوت العالي، ومن يطرح آراء قاطعة غير قابلة للنقاش، ومن يثري النقاش بالمعلومات والأرقام والإضافات العلمية.
ثمة آراء تفرضها الأخبار وتؤثر في تكوينها الوسائل التي تنشر هذه الأخبار، وآراء تتكون من القراءات والأحداث والنتائج، من هنا يظهر في النقاش من يعتمد على حقائق وأبحاث علمية، ومن يعتمد على انطباعاته الخاصة، ومن يدعم وجهة نظرة بآراء الآخرين، وقد يكون الصوت الأعلى لصاحب الانطباعات الخاصة، في النقاش بين أفراد الأسرة ستكون الصورة مثالية إذا توصلت الأسرة إلى قرار عن طريق الحوار. وفي منظمات العمل ليس من المفيد للمنظمة ولا للأفراد أن يدور نقاش شكلي حين يكون المدير قد اتخذ القرار قبل ذلك. الحوار في بيئة العمل في الاجتماعات يتطلب التحضير بما يتفق مع جدول الأعمال، في حالات أخرى يكون الاجتماع طارئا كأن يطلب الرئيس اجتماعا عاجلا مع المرؤوس لمناقشة موضوع يحتاج إلى قرار عاجل، هنا تتضح أهمية الإلمام بشكل دائم بكل تفاصيل العمل والمتابعة والتحديث.
إذا تضمن النقاش كلمات مثل (كما تفضل الأستاذ) أو (أتفق معك طال عمرك.. ولكن) فهذا لا يعني المجاملة على حساب الحقيقة، وإنما هو من آداب الحوار وإيجاد جو أخوي يشجع على تعدد الآراء وهو الهدف المطلوب من الحوار.
أما إذا تضمن الحوار كلمات مثل (لا تزعلوا مني ولكن هذا نقاش عقيم لا يؤدي إلى نتيجة) فهذا تفكير سلبي لا يضيف ما يثري النقاش ولا يحترم المشاركين، وكأنه يقول بالتعبير الشعبي (ما عندكم سالفة) وقد يكون صاحب العبارة على حق وغير مقتنع بسير النقاش لكنه لا يحسن التعبير عما يريد أن يقول. يحدث في الندوات أحيانا بعد انتهاء المتحدث وفتح المجال للنقاش أن يبدي أحد الحاضرين رأيا مخالفا لرأي المتحدث فيرد عليه المتحدث برد دفاعي غير موضوعي ويزيد عليه بوصف صاحب الرأي بأنه بحاجة إلى التثقيف والاطلاع حتى يكون مؤهلا للمناقشة في الموضوع المطروح!! يحدث هذا في ندوات علمية كما يحدث في الاجتماعات الإدارية، وفي كلتا الحالتين فإن المتحدث أو رئيس الاجتماع لا يرحب بتعدد الآراء وينتظر الموافقة فقط على أفكاره دون مناقشة!
النقاش الجيد المثمر يسمح ويرحب ويطلب تعدد الآراء؛ مع أهمية مراعاة أدبيات وآداب الحوار سواء مع زملاء العمل أو مع أفراد الأسرة أو مع الأصدقاء.




http://www.alriyadh.com/2056137]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]