الرياض بـ«مدى الانسجام».. معرض مفتوح بلا أعمدة وجدران
مشروع "الرياض آرت" أحد مشاريع الرياض الأربعة الكبرى، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمبادرة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.
"الرياض آرت" يضم اليوم 12 برنامجاً، منها احتفالان سنويان (نور الرياض، ملتقى طويق الدولي للنحت)، والذي أعد المبادرة الفنية الوطنية الأولى في السعودية، والتي تبنت حينها "شاعرية المكان" في ملتقى طويق الدولي للنحت، حيث تم الإعلان عن ملتقى النحت العالم، فتقدم للمشاركة أكثر من 400 فنان من 71 دولة حول العالم!
يعد "طويق للنحت" حدثًا سنويًّا مُهِمًا في مشهد الفن العالمي حيث يجمع في الرياض أبرز فناني النحت من المملكة العربية السعودية ومختلف دول العالم لتقديم أعمال فنية إبداعية في عرضٍ حي مباشر، لتُعرض أعمالهم بعد ذلك في معرض فني مصاحب في عاصمة الفن الرياض.
كما يساهم "طويق للنحت" في إيجاد منصة مجتمعية تعزز التبادل الثقافي من خلال برنامج تفاعلي يحتوي على العديد من ورش العمل، والجلسات الحوارية، والزيارات المدرسية والجامعية وجولات للزوار لمشاهدة رحلة النحت الحي. كما ستصبح المنحوتات النهائية جزءًا من خارطة الرياض الفنية، حيث سيتم إعادة توزيعها في مواقع رئيسة من العاصمة لتُزين وتثري حياة سكانها اليومية وزوارها.
"طويق للنحت" اليوم يعد منصة عالمية يلتقي فيها الفنانون المحليون والدوليون، لصناعة أعمال فنية إلهامية، حيث يُتيح لزوّاره مشاهدة الرحلة الإبداعية لإنشاء المنحوتات، والمشاركة في ورش العمل التفاعلية، والحوارات حول تاريخ ومستقبل الفن العام، مما يساهم بشكل فعّال في إثراء المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية.
يشجع شعار هذا العام "مدى الانسجام" الفنانين على إطلاق العنان لإمكانات النحت والتعبير عن مشهد التطورات والتغيرات التحولية التي تصور طابع التناغم والانسجام، فمثل هذا التناغم كمثل التحولات التي تحدث عند تأليف مقطوعة موسيقية تحمل أصواتا مختلفة ولكن تتحد لتصل إلى وحدة إيقاعية تمثل طاقة الانسجام بترابطها. وتهدف طاقة الانسجام والتناغم إلى بناء الترابط بين الأصوات والأنماط التي تركز على البيئة الحضرية للرياض، معززة بدورها الوعي بقيم التعايش.
ومنه سأنطلق لعدة منعطفات ومشاهدات مباشرة تستحق الوقوف على هذا الملتقى إهاباً وجمالاً لأحد أهم الملتقيات العالمية المستلهمة لبيئتنا العريقة "نحتاً" وشاعرية، والمحفزة أيضاً لحراك المشهد الثقافي والأدبي والفني في وطننا الكبير.
فمن جماليات "طويق للنحت"، آثرت أن يكون مقالي توصيفا في نقاط؛ شدها بتنظيم الملتقى وجمال أهدافه، وعلاقة يحفها الحب والمسؤولية معاً.
بدء جمال الملتقى كان من فكرته، في استلهام المكان أولاً، ثم توزيع جميع المنحوتات في أماكن متعددة في مدينة الرياض بعد الانتهاء منها، فكان ترشيح 30 فناناً من مختلف ثقافات العالم.
حضورُ السعوديين كان كعادته رفيعاً، كان منهم 10 فنانين وفنانات متميزين مبدعين أرادوا تزيين مدينتهم الرياض بكامل حلتها وبهائها الفني؛ فشكلّوا بصمة خاصة للملتقى بقدرتهم الفنية الراقية العميقة، التقطوا أدق التفاصيل حد الدهشة، أظهروا فيها أعمالاً مميزة.
يتحدث لنا الفنان السعودي والنحات القدير محمد الثقفي بلغة جذلانة: "أشكر الرياض آرت لاستضافتهم الرائعة لي كنحات وفنان سعودي، من خلال أعمال ورسائل خلال أربع دورات أردت أن تصل إلى الجمهور من خام الرخام، ومن خلال تجربتي الجديرة، وجدت أنه يهدف بشكل أكبر إلى إنتاجية واتحاد فني من بين دول العالم، وهذا بالفعل ساهم في تبادل الثقافات والمعلومات الفنية من بين الفنانين الدوليين وتطوير من الخبرات والتقنيات المستخدمة للنحت على الرخام، وكانت مشاركاتي تعبر عن عادتنا وتقاليدنا في منحوتاتي وإبراز الهوية العربية أو السعودية بالأخص بصورة معاصرة، فخور وسعيد بمشاركتي في ملتقى طويق الدولي للنحت للمرة الرابعة، ومقابلتي لأهم النحاتين من حول العالم".
آخر منعطف، يبهرك الإشراف والتنظيم الأنموذج لـ "طويق للنحت"، وباتصال مهنيّ ملموس؛ فإنصافاً ووفاءً نشكر جميع القائمين الذين تميزوا باحترافية الفن والترحاب والأصالة مع المشاركين والمدعوين بأناقة التواصل وحسن التنظيم والاستقبال، بإبداعٍ تماهى مع جمال "مدى الانسجام" وكينونة "الرياض آرت"، التي تعدنا بأن تزدان عاصمتنا المبهرة قريباً بأكثر من 1000 عمل لتكون الرياض معرضاً فنياً مفتوحاً بلا أعمدة وجدران.




http://www.alriyadh.com/2059180]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]