وزارة الثقافة تقدم السعودية في المحافل الدولية بصورة متطورة تعكس حقيقة الثقافة التي نمتلكها في المملكة، والتي توارثناها جيلاً بعد جيل، وهي نفس الثقافة التي تعبر عن الحضارة العربية وثقافتها عبر آلاف السنين، لأن السعودية هي الحافظ على هذا المخزون بجدارة واستحقاق، بل نستطيع القول: إن السعودية الوحيدة التي لم تتأثر ثقافتها الأصيلة العربية بأي متغيرات خارجية، لا استعمار ولا تخالط أجناس ولا سيطرة فكرية أجنبية، وعليه فإن المخزون الثقافي العربي الأصيل بالروح السعودية، يتطور ذاتياً وينمو ويتحدث بحروف سعودية وطنية بحتة.
هذه كانت مقدمة بسيطة متواضعة لننتقل منها إلى الحديث عن فكر وإدارة سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة هيئة المسرح والفنون الأدائية، حيث نظمت الهيئة مؤخراً وبرعاية سموه حفلاً تم الإعلان رسمياً فيه عن انطلاق عملية إنتاج العرض الأوبرالية السعودي الأول والأضخم عربياً باسم "أوبرا زرقاء اليمامة"، وذلك في العاصمة البريطانية لندن وفي قاعة جولد سميث على وجه التحديد، وحضره جمع كبير من ذوي الشأن والاهتمام، إضافة الى المشاركين في إنتاج الأوبرا من كوكبة المبدعين العالميين والسعوديين.
الحفل الذي تم فيه الإفصاح عن تفاصيل إنتاج الأوبرا، والذي سيكون فريداً من نوعه، وسيقدم لنا سرداً متميزاً لعناصر القصة زرقاء اليمامة من منظورها التاريخي، وفي الحفل قدم ايفان فوكسيفيتش عرضاً موسيقياً متميزاً، وهو أيضاً رئيس تنفيذي لشركة الأوبرا العربية، وهي الشركة التي تنظم التقاء طاقم عالمي من مغني الأوبرا المشهورين ومعهم كوكبة من أبرز الفنانين السعوديين، كذلك شهد الحفل عدداً من الفعاليات الفنية الراقية الأخرى، وأهمهم السوبرانو العالمية سارة كونولي التي ستقوم لاحقاً بدور زرقاء اليمامة.
سأترك مجالاً للجميع لكي يبحثوا ويقرؤوا عن شخصية زرقاء اليمامة، لمن لا يعرفها طبعاً، هي دعوة أرسلها لأجيال الشباب، لأنكم متى تسلحتم بالعلم وحب الوطن والولاء له، فإنه كذلك عليكم أن تعلموا أنكم تملكون مخزوناً تاريخياً ثقافياً وحضارياً لا يشبهكم به أحد من شعوب العالم كلها، وإنكم يا أبناء سلمان ومحمد بن سلمان حماة الثقافة، فأنتم المستقبل والمستقبل من بعده أنتم من تصنعونه، وهذه هي فحوى الرسالة الحقيقية من وراء مثل هذا العمل السعودي العالمي، أن نقدمه بصورة راقية لشعوب العالم، تخلد معه أبرز أحداثنا التاريخية وأجملها.
وفي هذا الحراك لا يمكن إغفال دور نائب وزير الثقافة معالي الأستاذ حامد بن محمد فايز، الذي يقوم بعمل تنظيمي فوق العادة، ويستطيع ومعه إدارة متمكنة من ترجمة توجيهات سمو الأمير وزير الثقافة، بحيث يتم الإخراج بشكل متميز وجديد يواكب روح العصر، ويحافظ على الثوابت الوطنية السعودية، كوادر الوزارة ومنسوبوها ومنذ تولي الأمير بدر حقيبتها، وهم يعلمون جيداً أن المستقبل السعودي لا بد وأن يعبر عنه بشكل متميز، من خلال بناء منظومة ثقافية وطنية سعودية خاصة، فلهم جميعاً كل الشكر والعرفان.
بمثل هكذا أعمال فإن المملكة من بوابة الثقافة تعزز كافة المنجزات الأخرى، سياسياً واقتصادياً واستثمارياً، لأن رؤية المملكة 2030 تقدم بشكل استثنائي للعالم، وأن المحتوى الثقافي وطريقة عرضه، هما ما يؤكدان أن كل ما يحدث في السعودية اليوم وغداً، إنما هو منبعه جذور ممتدة في التاريخ، لشعب سعودي ورث العروبة وتاريخها، وحافظ عليها، وجعلها مادة تقدم لشعوب العالم كله، ليعرفوا من نحن؟ كيف كنا؟ وكيف سنكون في المستقبل؟ شعب سلام ورخاء ونماء.
http://www.alriyadh.com/2062551]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]