الهجوم على قطاع غزة الذي جعلها تنزف والإنسانية حول العالم معها تتألم.. فالحملة العسكرية الإسرائيلية أوجدت تحديات إنسانية عظمى لا سيما الأزمة الحادة التي خلفتها الغارات التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلية والأنشطة التوسعية التي يقوم بها المستوطنون الإسرائيليون بدعم كامل من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.
لا شك بأن حجم الدمار الذي ألحقته حرب الإبادة الصهيونية بأهالي غزة قد انكشف وانتشر على نطاق واسع، الأمر الذي أثار القلق العالمي من خلال المشاهد الوحشية التي تحدث للمدنيين في غزة الذين يعانون الأمرّين.
ما تعيشه غزة نتاج للسياسة الإسرائيلية التوسعية التي تنتهجها الصهيونية اليمينية المتطرفة، والتي تستمر من خلال اختطاف مبادئ السلام، وتغذيها الرغبة الدفينة المُحقَنة بالكراهية الأزلية التي ساهمت في إقامة المزيد من التشويه والطلاسم وتدنيس جغرافية غزة.
إسرائيل تعاني من خلل كبير، فهي تشهد تبايناً في الآراء ومنقسمة داخلياً، وأصبحت الانقسامات أكثر وضوحاً في ظل حكومتها المتطرفة، وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ينشد من خلال هذه الحرب خلق أزمة إقليمية، لذلك تضاعف الحكومة من استعراضها العلني للقوة والعنف، وغزة ليست إلا خطوة أولى لتحقيق المقاصد والنوايا الصهيونية، كما إن اصطناع وإنتاج حقائق بديلة أمر بالغ الأهمية أيضاً لاستمرار الدولة الاستعمارية الاستيطانية.
جرائم إسرائيل التي تجلت للمجتمع الدولي، والتفاخر المخزي بجرائمها علناً، والرغبة الصريحة وغير الخفية في الانتقام، أدى إلى تعقيد "القضية الفلسطينية"، التي وإن حدث ما حدث لن تمحى من قاموس الخطاب العربي والعالمي، علماً أن كل آمال إسرائيل في التطبيع أنهتها هذه الحرب.
مشاهد الكم الهائل من القتلى والدمار الناجم عن الغزو الحالي، والذي لا يَحتمل أي شكل من أشكال التبرير، تعني أن ثمة مزيداً من الإرهاب تحتضنه إسرائيل وترعاه، وأن استخدام العنف هو أضعف وسيلة لاستعراض القوة لصالح المشروع الاستعماري، في المقابل فإن ردة الفعل هي أساس استعادة الأرض الفلسطينية وفق شروط الفلسطينيين الذين ظلوا يدافعون ومازالوا عن كرامتهم وأرضهم.
http://www.alriyadh.com/2065481]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]