ما يحدث في قطاع غزة أمر يجب أن يندى له جبين الإنسانية، فبعد سقوط عشرات الآلاف من الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي والذين مازال سقوطهم يتوالى يأتي إقفال المعابر التي هي بمثابة المتنفس الذي يمد سكان القطاع بأبسط الاحتياجات التي باتوا بعدين عن الحصول عليها، فالحصار الإسرائيلي يمنع دخول قوافل المساعدات بجميع أنواعها، كما يمنع خروج المرضى لتلقي العلاج، ناهيك عن توقف مساعدة الحالات الصحية في مجملها، الأمر الذي يعرض حياتهم إلى خطر شديد يصل إلى حد الموت.
رغم محاولات الوصول إلى اتفاق هدنة لوقف القتال وإيصال المساعدات التي يجب أن تصل حتى لا تتفاقم الأزمة، إلا أن ذلك الاتفاق لم يصل إلى مرحلة الحسم، وربما يصل وربما لا، ورغم تلك المحاولات فإن إسرائيل مازالت تهدد باجتياح محافظة رفح حال لم تنجح المحاولات الجارية، هذا يعني كارثة إنسانية جديدة تفوق ما حدث في محافظة غزة، ففي رفح يعيش مليون ونصف المليون شخص أكثر من نصفهم في مرحلة الطفولة ما يعني أن كارثة إنسانية في الطريق إلى مدينة رفح حال تمت العملية العسكرية الإسرائيلية.
المملكة حذرت «من مخاطر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح ضمن حملتها الدمويّة الممنهجة لاقتحام مناطق قطاع غزة كافة وتهجير سكانه نحو المجهول، وذلك في ظلّ انعدام الملاذات الآمنة بعد الدمار الهائل الذي تسبّبت به آلة الحرب الإسرائيلية»، هذا التحذير نابع من موقف سعودي ثابت وواضح من القضية الفلسطينية، وحرص دائم على أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة في إقامة دولتهم على حدود الرابع من يونيو 1967م وعاصمتها القدس المحتلة، فهذا هو الحل الذي سيؤدي إلى سلام عادل وشامل ودائم، ودون ذلك ستظل المنطقة في دوامة الصراع التي من الممكن أن تتسع.
http://www.alriyadh.com/2074092]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]